آخر المواضيع
تحميل ...
السبت، 11 يوليو 2015

مدرسة تراست العتيقة :

10:27:00 ص


مدرسة تراست العتيقة :


تعتبر مدرسة المسجد الكبير بتارست من أقدم المدارس العتيقة بمدينة إنزكان. حيث اسست من طرف أبناء وأحفاد الشريف المجاهد أحمد بن محمد دفين ضريحه بتلضي شرق حصن أكادير أوفلا " حصن فونتي " والذي نزل بالسهل السوسي قادما إليه من الصحراء وتولى الجهاد ضد البرتغاليين والإسبان الذين احتلوا عدد من الثغور المغربية في القرن السادس عشر ميلادي. وبالضبط تولى هذا الشريف الجهاد في عهده أبي العباس مولاي أحمد الأعرج وكان ذلك ما بين سنتي (1517م- 1539م). غير أننا نجهل بالتحديد تاريخ تأسيس هذه المدرسة والتي تحولت من مسجد أسسه أحفاد هذا الشيخ المجاهد الذين استقروا في تراست إلى مدرسة عتيقة. وشأنها مدرسة الجامع بإنزكان عرفت ازدهارا كبيرا في فترة معينة من الزمن، ففي عهد الشيخ الفقيـه الموثق سيدي عمر حمايمو عرفت المدرسة ازدهارا كبيرا والذي عرف عنه أنه كان يمول المدرسة من ريع أملاك الفلاحية وأمواله الخاصة. ولقد تخرج من هذه المدرسة أفواج من طلبة القرآن والعلم، وما زالت إلى يومنا هذا تقوم بنفس الدور. ويذكر أن


هذا المسجد هو أول مسجد جامع عرفته هذه المنطقة. فما هي إذن مرافق هذه المدرسة ؟ ومنهم أبرز أساتذتها ؟ ومن أين تحصل على مواردها ؟ وماذا عن طلبتها الحاليين ؟
أ- مرافق المدرسة :
ترتبط مدرسة تراست بالمسجد الكبير، كغيرها من المدارس العتيقة. فأغلبية المدارس مرتبط بمساجد وأنها توجد داخل أسوار هذا المسجد.
تضم إذن مدرسة تارست العتيقة مجموعة من المرافق تتمثل في توفرها على أربع عشرة غرفة مخصصة لإيواء الطلبة ويقتسمها اثنان منهم أو ثلاثة إلى جانب قاعتين لدروس إحداهما لحفظ القرآن والثانية لدراسة المثون ومطبخ ومرحاض،وتتفر كذلك على قاعة لتموين الطلبة، وأيضا غرفة خاصة للشيخ تحتوي على خزانة للكتب جمعها طيلة مساره العلمي. وفيما يلي وصف لقاعدة الدروس :
ليس في قاعدة الدروس التي تتواجد في الطابق الأرضي أية مقاعد، فالشيخ وحده هو الذي يتوفر على مقعد من نوع خاص يسهل عليه الجلوس لفترة طويلة وهو يدرس تلامذته علوم القرآن والحديث، بينما فرش حصير على أرضيتها وفوقه بساط جزء منه أخضر اللون والجزء الآخر أحمر اللون، بينما وضع على الحائط حاجز خشبي على متر يتكئ عليه الطلبة ويقيهم من برودة المكان.
أما القاعة المخصصة لحفظ القرآن فهي تتوفر على حصير يجلس عليه طلبة القرآن. في حين أن القاعة المخصصة لكتب الشيخ تفتح في وجه جميع الطلبة المنضوين تحت لواء المدرسة قصد الاستفادة منها.
مدرسة المسجد الكبير العتيقة بتراست الجمعة 21 يناير - 18:05

من أهم ما يعتز به المغرب من مآثره العلمية والثقافية، المدارس العتيقة المبثوثة في جميع جهات المملكة خصوصا في سوس، هذا الإقليم المعتز بين سائر أقاليم المملكة بالثوابت الوطنية ومقدساته الدينية، مما جعل قبائله تتبارى في تأسيس هذه المدارس العتيقة كمؤسسات روحية وعلمية وثقافية، تحمي الأجيال الناشئة من الإنحراف عن دينهم وتحملهم على التشبت بمقدساتهم، وساهمت في تأطير المجتمع وتنظيمه وتوحيده وتربيته على حب وطنه ودينه، ويتجلى ذلك في تمسكه بالدين وأسسه، وفي تشجيعه للقرءان وتكريم حفظته واحترامه شيوخ العلم وتعظيم مكانتهم والإنصياع لتوجيهاتهم وتحكيمهم في أمور دينهم ودنياهم، وقيام المجتمع المغربي المدني ببناء المدارس العتيقة وترميمها وتمويلها وحمايتها، مما جعلها مؤسسات شعبية تستمد من المجتمع المدني وسائل الإستمرار والحصانة من الإندثار، ويستمد منها الإشعاع الروحي والعلمي وعناصر الوحدة والتوحد حول الثوابت التي من أجل الحفاظ عليها أسست، ولنشرها اجتهدت منذ نشأة المدرسة الأولى في ساحل "أكلو" جوار مدينة تزنيت، والتي عملت جمعية علماء سوس على إحياء ذكراها الألفية في مارس هذا العام2010، وسارت سائر المدارس العتيقة على منوالها في الحفاظ على المذهب المالكي والسنة الأشعرية والسلوك الجنيدي علاوة على التشبت بالبيعة الشرعية للسلالة النبوية.
ومما لا يختلف فيه اثنان، أن هذه المدارس العتيقة ساهمت بقسط وفير في توفير الأطر المؤهلة والكفاءات العلمية التي تولت مهمات التدريس والفتيا والإمامة والخطابة والتوثيق والعدالة والقضاء والحسبة وشئون الإدارة والإستشارة السلطانية، وتخرج منها الكثير والكثير من العلماء والمفكرين والموسوعيين في شتى فنون المعرفة، بل تخرج منها بعض سلاطين المملكة المغربية ومؤسسوا دولتها كعبد الله بن ياسين زعيم المرابطين، وأحمد المنصور الذهبي سلطان الدولة السعدية.


ولأدوارها الطلائعية في مكافحة الإستعمارودهاقنته عمل على إضعافها بل ومحاولة القضاء عليها، مما أدى إلى انحسار نشاطها لما ضرب عليها من الطوق ومحاصرتها، ولدرء هذا الخطر حولها تقدمت جمعية علماء سوس والتجار بملتمس إلى عاهل المغرب مولانا محمد الخامس رحمه الله في 1953 لإصلاح المدارس العتيقة وحمايتها، ولكون المغرب تحت الإحتلال جاء الجواب من الحكومة الفرنسية كالتالي:" قل للسوسيين أن نسمح لهم بفتح ثكنات عسكرية في بيوكرا أو أكادير أسهل من أن نسمح لهم بإصلاح ولو مدرسة واحدة"، وهذا منشورعلى غلاف كتاب المدارس العتيقة بسوس للمرحوم الأستاذ عمر الساحلي أول مدير لمعهد تارودانت عند تأسيسه. وهذا الجواب غني عن التعليق.


مدرسة المسجد الكبير العتيقة بتراست:


ـ إسمها: مدرسة المسجد الكبير العتيقة نسبت لهذا المسجد الذي يحمل إسم المسجد الكبير لوقوعها بجواره وبدوره المسجد الكبير لكونه أول مسجد تقام فيه الجمعة في المنطقة كما تشهد بذلك ساكنتها.


ـ موقعها: وسط أحياء تراست القديمة في موقع عال بعض الشيء على الأراضي المحيطة بها قرب مصب وادي سوس في البحر المحيط غربي مدينة انزكان وشرقي مدينة أكادير.


ـ تاريخها: تاريخ تأسيسها غير معروف بالضبط لكن ونظرا لكون المساجد قديما يقام بجوارها ما يسمى بالمسيد أو الكتّاب القرءاني فإنها منبثقة من كتاب قرءاني خاص بمدشر شرفاء تراست حيث نزل جدهم في هذا البسيط في عهد مولاي أحمد الأعرج السعدي كما ذكر سابقا[1] وتتبعنا للمعروف من تاريخها لم تشتهر كثيرا إلا في عهد أحد حفدة هذا الشيخ الفقيه الموثق المقرئ سيدي الحاج عمرحمايمو حيث أصبحت في عهده قبلة الطلبة من كل حدب وصوب، وحين انتقل إلى جوار ربه تتأرجح بين المد والجزر إلى أن جدد نشاطها في اكتوبر 1993م على يد مجددها الفقيه أحمد اليربوعي بتشجيع من الساكنة ونظارة الأوقاف.


ـ مرافقها: تحتوي المدرسة على قاعتين: إحداهما لتحفيظ القرءان، والثانية للدروس، ومجلس لاستقبال الزوار، ومكتب للإدارة يحتوي على أدوات الإدارة وخزانة شيخ المدرسة، ومطبخ، وساحة، وأربعة مطاهر، وحمامين، وخزانة للمدرسةتحتوي على أمهات الكتب غالبها في العلوم الشرعية واللغوية والأدبية وغيرها من الفنون الأخرى المتداولة، علاوة على المقررات الدراسية في التعليم العمومي، ووثائق تاريخية وظهائر شرفاء تراست.
ونظرا لتطورها المتجدد فقد حظيت بمساهمة سخية من المبادرة الوطنية والمجلس الإقليمي ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بسببهاأسست بجوارها بناية حديثة لتطوير مناهجها طبق نظام التعليم العتيق الحديث، والذي طبقته منذ 2006، يستفيد منه ما يناهز أربعين طالبا.


ـ تموينها: يتحمل القسط الأوفر من تموين طلبة المدرسة ساكنة تراست وبعض المحسنين من الأريحيين مع مكافأة رمزية من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية.
وحينما أدخلت المناهج الحديثة ساعدتها الوزارة بالتجهيزات اللازمة وأساتذة المواد الحديثة المقررة في التعليم العمومي.


[1] جزء من بحث في المدارس العتيقة بالناحية.
هذا وبما أن لكل نظام سلبياته وإيجابياته، فالملاحظ في هذا التطور تمكين الطالب من تقوية مداركه ليتطور مع عصره ولكن على حساب التمكن من حفظ القرءان ورسمه وضبطه.


ـ تسيير شؤونها قبل الإلتحاق بالمناهج الحديثة:


يتحمل الشيخ وحده عبء التدريس والتسيير وتحصيل التموين، وكل ضروريات المدرسة، وطبعا بمساعدة بعض الغيورين على هذا النمط التعليمي، وعندما سعت الوزارة إلى تطوير ا لتعليم العتيق، سعى الشيخ إلى تكوين جمعية لمساعدته تحمل إسم "جمعية الخير لدعم مدرسة تراست العتيقة"، وبمجهود هذه الجمعية تطورت وحظيت بالمساعدات المذكورة أعلاه.


ـ نتائج عملها: تخرج من المدرسة منذ تاريخ تجديدها 1993 إلى الآن ما يناهز ثمانين من الفقهاء والخطباء والأئمة وأصحاب الكتاتيب القرءانية، علاوة على من امتهنوا المهن الحرة أو التحقوا بالتعليم العمومي أو الأصيل.


ونظرا لموقعها والإهتمام المتزايد بهذه المدرسة لتكون نموذجية، فمستقبلها يبشر بخير إن شاء الله لينهل من معينها العلمي الكثير من الطاقات الشابة التي تعوزها تكاليف الإلتحاق بالتعليم العمومي، ولتجبر مع مثيلاتها المطوقين رغما عنهم بطوفان الهدر المدرسي زيادة على وفائها لخدمة القرءان والتربية الروحية والخلقية التي هي ميزتها الأولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى.


ولكون المدارس العتيقة تتشابه في جل ما ذكر في مدرسة تراست وهي كنموذج لتلك.


وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب بعون من الله تعالى وتوفيقه
أشرع في تأسيس خزانة كتب للمدرسة العتيقة التي تحمل إسم مدرسة المسجد الكبير بتراست لتكون إن شاء الله لطلبتها وأطرها ولغيرهم من المتعلمين والباحثين معينا سلسبيلا يستمدون منها ما يعينهم على التزود بالعلم والمعرفة وهي موقوفة على المدرسة أبد الآبدين جعلها الله صدقة مقبولة جارية لكل من ساهم فيها من قريب أوبعيد والله لايضيع أجر المحسنين بتاريخ :
الجمعة 9 ربيع الأول عام1428 هـ27سنة أبريل 2007
عبد ربه أحمد اليوربوعي
شيخ المدرسة العتيقة وإمام المسجد الكبيرالعتيق
الموقع الاليكتروني للمدرسة :http://madrasttarrasst.3oloum.org/t258-topic


المصدر


0 commentaires:

إرسال تعليق

ابحت عن موضوع