بحث عن مدينة إنزكان
تقديم:
أصبحت إنزكان ثالث مركز بالمجموعة الحضرية لأكاد ير الكبرى. حيث بلغ عدد سكانها 112.753 نسمة سنة 2004. فرغم التحولات التي طرأت على سحنة الجهاز الحضري و التجاري بسوس، فمازالت مدينة إنزكان تحتل مكانة اقتصادية مهمة جهويا. وزيادة على ذلك فقد عززت مكانتها الاقتصادية بمهام القطب التجاري الأول.
لاكن مع ذلك فمازالت هذه المدينة تواجه عدة إكراهات يمكن إجمالها في الميدانين الاقتصادي و الاجتماعي و مجال البنيات التحتية و غيرها.
وقد شكلت الحماية عاملا حاسما في حركة التمدين بالمدينة. لاكن حقيقة فحدثي زلزال أكاد ير 1960، و استرجاع الصحراء 1975، و ما تلاهما من تغيرات على المستوى الاقتصادي و الديمغرافي و الاجتماعي ... في الواقع المحددات الأساسية لما طرأ من مستجدات على المشهد الحضري في مجموع تراب مصب نهر سوس بصفة عامة. وكان للعوامل المتصلة بموقعها الجغرافي تأثير على تنوع أنشطتها ووظائفها و جاهزيتها لاستقطاب السكان و الأموال.
3/جوانب من التحولات الاجتماعية و الاقتصادية و العمرانية.
3-1/ إنزكان مدينة حديثة.
أ/ مسار التكوين و التطور حتى سنة 1960.
- رغم احتضان مدينة إنزكان لمقر إقامة أسرة أيت القايد الكسيمي و لسوق الجمعة، ( الذي ارتبطت نشأته بإغلاق ميناء أكادير بعد بناء الصويرة )، فقد اعتبرت إلى حدود عهد الحماية قرية صغيرة. و ارتبط تأسيسها مع نزوح عدد من الأسر من أيت بعمران و من الركيبات بالصحراء و استقرارها حول ضريح الولي الحاج مبارك. و كانت في الأصل محاطة بسور بسيط من الحجارة و الطوب، و لها ثلاث أبواب، و تتوسطها ساحتا أسايس ( ن تاكوت ) و أسايس ( لقبلت ).
- وفي سنة 1913 احتلتها القوات الفرنسية التي دمرت أبراج دار القبيلة. فلم تعرف المدينة في السنوات الأولى للحماية أي تطور. ففي سنة 1936 لم تكن تحتضن إلى جانب دواوير تاراست و الجرف سوى 2577 نسمة ( 68 يهود و 44 أوروبين ). و أهم ما عرفه محيطها هو ظهور بعض الضيعات الفلاحية العصرية (خاصة حول الدشيرة و تيكيوين ).
- أما الحدث المهم مع نهاية الأربعينيات فهو إدراج إنزكان في المجال الذي سمي بأكادير الجنوبية الشرقية. و ذلك إثر قرار مصالح التعمير اعتبار أكادير و محيطه الجنوب الشرقي مجموعة عمرانية، و قد وضع لهذه المجموعة مخطط تعميري يهدف إلى تنظيم استعمال الأرض، وحماية المجالات الطبيعية. وقد توقع هذا التصميم على المدى البعيد. ونظرا إلى الدينامية الديمغرافية و الاقتصادية السائدة نهاية الأربعينيات بأكادير و ظهيره بصفة عامة. تبلور مجموعة حضرية من حجم 150000 إلى 200000 نسمة عند متم الستينات. و تمثل إنزكان التي تقرر ترقيتها إلى رتبة مدينة أحد مكوناتها الأساسية.
- وتميزت المرحلة الأخيرة من عهد الحماية بحدوث تحولات عميقة في المدينة. حيث انتقلت من سوق أسبوعي إلى مركز عسكري و إداري، فمثلا أنشئت بها مجموعة من التجهيزات الإدارية و الاجتماعية مثل: الوكالة البريدية ، المستشفى المتخصص في معالجة الأمراض الصدرية ، و مؤسستين للتعليم. إضافة إلى أنها عززت مكانتها التجارية باعتبارها أحد أكبر الأسواق الأسبوعية بالمنطقة. وعرفت كذلك استقرار موظفي الإدارة الفرنسية، و كذا الجنود و الأطر العسكرية. واستقبلت المدينة كذلك موجة مما سمي بصغار المعمرين الفرنسيين، إضافة إلى التجار من سوس. وبعض الأسر اليهودية المنحدرة من تزنيت / تارودانت / واحات باني /درعة. فمنذ ذلك الحين بدأت تنتقل من قرية فلاحية إلى مركز عسكري و إداري و تجاري . أما فيما يخص دار القايد الكسيمي فقد حولتها سلطات الحماية إلى مركز إداري يحتضن مصالح استخبارات و شؤون الأهالي. و إدارة مجالات قبائل كسيمة و مسكينة و إداوتنان و شتوكة. وبنت بجانبها عدد من مساكن الموظفين ووزعت بقع أرضية لعناصر القوات المساعدة الوافدين من شمال المغرب. وشيدت حيا من 120 فيلا على طول طريق أكادير- تارودانت لإيواء الأطر العليا للجيش الفرنسي. وأنشئت فضاءات رياضية و ترفيهية (حلبة الفروسية) و( مؤسسة فندق لوبروفنسال ) ويندرج هذا كله في تنفيذ اختيارات مخطط ألوا oulwa للتهيئة.
- ونتيجة لذلك كله شرع إنزكان في استقبال السكان الجدد و الأنشطة التجارية الثابتة. وبدأ مجاله في التوسع مع تطور سكانه إذ بلغوا 4657 نسمة في 1952. وهذا ما سيفرض إخضاعها لقانون تعمير خاص يحدد استعمالات التربة، ويحمي الأراضي الفلاحية و الغابوية المحيطة بها. وهكذا تحول هذا المجال إلى مجال حضاري، وعاصمة دائرة شاسعة تحتضن حوالي 9000 نسمة سنة 1959. وكان يومئذ يتركب من نواتين:/ الدوار الأصلي (أسايس نايت القايد) و( الحي المغربي الجديد).
ب/ ارتقاء المدينة إلى مكانة قطب التجارة الأول بسوس بين 1960/1975.
- ارتقت مدينة إنزكان إداريا سنة 1960 إلى رتبة مركز مستقل. فقد اقترنت حركيتها بزلزال أكادير، بحلولها مكان المدينة المنكوبة في قيادة الإقليم، وإدارة شؤون الإنقاذ و إعادة الإعمار. فقد استقبلت مقرات الإدارات المؤقتة، مثل:( مؤسسة المندوبية السامية لإعادة الإعمار)، وآوت قرابة نصف أعداد المنكوبين 6020 شخص، وتحولت إلى جانب النوى الأخرى الملتصقة بها (الدشيرة-الجهادية-تاراست) إلى ملجأ للوافدين الجدد على أكادير خلال النصف الأول من الستينات. ومن جهة أخرى ارتبطت حيويتها بالأهمية التي أصبحت تضطلع بها كممون رئيسي لأكادير و النواحي بالمواد الغذائية المجلوبة من الدار البيضاء و أول سوق للماشية و تجارة الجملة للخضر و الفواكه بالمنطقة.
- أما على المستوى العمراني فلم تعرف المدينة أي تحول يذكر طيلة عقد الستينات. وبذلك وجب انتظار سنة 1973 لإحداث تجزئة بونعمان جنوب المدينة (86 بقعة). وسنة 1975 أحدثت ودادية الموظفين (780 بقعة خصصت للسكن الاقتصادي) وإنشاء تجزئة صغيرة للفيلات من طرف بعض الخواص (حي مولاي رشيد).
- وبموازاة ذلك على المستوى التجاري فقد كانت تمثل في عهد الحماية مركز تجاري نشيط بفضل سوقها الأسبوعي. و لإعطاء فكرة عن تطورها التجاري نشير إلى أن أعداد المحلات التجارية و الحرفية و الخدماتية بلغت حسب نتائج دفاتر الجولة لإحصاء 1971.( 845 محلا).
- أما على المستوى الديمغرافي، فقد مر مجموع سكان إنزكان بما في ذلك نوى الجرف و تاراست من 10280 نسمة سنة 1960 إلى 26209 نسمة سنة 1971. و المساهم الأساس في تكاثر السكان هو التوافد، فقدرت مساهمته بتارا ست ب 69.2 وبإنزكان 48.7.
ج/ مرحلة مابعد 1975: تشبع الحيز الإداري و تفجر البناء على أطرافه.
- أعلن تاريخ 1975 َ عن ميلاد مرحلة جديدة في تاريخ البلاد. تميزت على المستوى الجهوي لسوس بتغير موقع المنطقة بخريطة البلاد بعد استعادة جزء من موقعها الصحراوي و امتدادها الطبيعي الجنوبي. وأعطى هذا التحول دفعة إضافية جديدة للاقتصاد الجهوي و لأكادير الكبرى وضمنه إنزكان، وبالفعل ستتحول هذه المدينة ومحيطها الحضري الكبير إلى قبلة للتوافد. وسيتقوى وزنها الديمغرافي و الاقتصادي إبتداءا من الثمانينات على إثر توسيع سوق الجملة وبناء سوق الثلاثاء الذي تحول على سوق حضرية دائمة، وتوسيع محطاتها الطرقية.
- وتمثل سنة 1978 منعطف حاسم في تاريخ التمدين بإنزكان. والمميز على المستوى الجهوي بسوس عودة المخطط إلى مفهوم أكادير و الضاحية الجنوبية الشرقية الموضوع لسنة 1952. وذلك بمناسبة وضع مخطط توجيه التهيئة العمرانية للمجال الحضري لأكادير و ظهيره الذي أعد ما بين 1978-1980. و الذي ستتم مراجعته وتهيئته إبتداءا من سنة 1987.
- وقد عرفت إنزكان خلال هذه المرحلة نموا ديمغرافيا واقتصاديا واجتماعيا وتوسعا مجاليا تمثل معه ثاني قطب اقتصادي وأول مركز تجاري بالمجموعة الحضرية لأكادير الكبرى. فعلى المستوى المجالي تشبع حيزها الحضري ببناء حيي تاغزوت، وخلق تجزئة الرمل. ففي سنة 1992 ألحقت بها نوى تاراست، الجرف، مسدورة، تطبيقا لتوصيات مخطط توجيه التهيئة العمرانية لسنة 1978، وأصبحت تشكل معها جماعة حضرية واحدة. وقد مر عدد سكانها خلال هذه المرحلة من 45.194 نسمة سنة 1982، إلى 92.485 نسمة سنة 1994، إلى 112.753 نسمة سنة 2004. واختار المخطط توجيه توسع المدينة في اتجاه الجنوب الشرقي في شكل سلسلة متوالية من الأحياء الكبرى الجديدة: (الداخلة،تاسيلا، تاما، أنزا)، وجاءت هذه الصيغة بذل الصيغة التقليدية التي ظهر أنها لم تعد كافية لاستيعاب مجمل متطلبات نمو المدينة الكبرى، والحيلولة دون تكاثر نوى السكن العشوائي حول إنزكان.
وتتميز الوضعية العقارية للأراضي بسيادة أراضي الدولة بمختلف أشكالها (ملك الدولة، والمياه والغابات...)، أما الملك الخاص فلا يمثل تقريبا سوى أقل من ثلث الأراضي على مستوى مجموع مراكز أكادير الكبير. وهذه الوضعية تفسر هيمنة الدولة على ميدان الإنتاج العقاري.
فأهم ما ميز المنتوج العقاري القانوني بالمدينة هو حصيلته التي بلغت 2148 بقعة، وكان هذا من إنجاز مندوبية الإسكان، والمؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء للمنطقة الجنوبية، والوكالة الوطنية لمحاربة السكن غير اللائق، بنسب مختلفة، أما فيما يخص التجزيء الخصوصي، فيبقى محدودا. فباستثناء تجزئتي مولاي رشيد وبونعمان فإن باقي الأراضي المبنية تتركز بنواتي الجرف و تاراست وتندرج في إطار التوسع غير القانوني.
3-2/ نمو ديمغرافي سريع ما بعد 1960.
- تعتبر العقود الأربعة الأخيرة من ق 20 حاسمة في تاريخ التطور الديمغرافي بحاضرة إنزكان. ففي الستينات كانت وثيرة إنزكان سريعة 8.88، وتراجعت خلال الفترة الموالية 5.08، وستنتعش من جديد خلال الثمانينات حيث ارتفعت إلى 6.15. ويتبين ذلك من خلال الجدول التالي:
العنوان: تطور الوزن الديمغرافي لإنزكان مع باقي وحدات أكادير الكبرى
بين 1960-2004.
- و باعتبار نتائج إحصاء 2004، يلاحظ أن نسبة تكاثرها قد تقلصت مقارنة بالنسب المسجلة ما بين 1982-1994. و تؤكد هذه النسب نزعة التراجع التي عرفتها على هذا المستوى منذ سنة 1971، والتي عرفت بعض التغيير بعد إلحاق نواتي الجرف و تاراست بها سنة 1992. وبالمقارنة مع بقية مراكز أكادير الكبرى، يستنتج أن نسبة التكاثر الديمغرافي الملاحظة بها تعد أخفض ما سجل خلال فترة 1994و2004.
3-3/ تنوع المهن و تكاثر الأنشطة الغير المهيكلة.
- طرأت تحولات خلال العقود الأخيرة على بنية النشاط و التركيب السوسيوإقتصادي لسكان إنزكان. فمن جهة تزايد نسبة النشيطين من مجموع السكان بين 1971و1994. حيث مر من 29.50 خلال السنة الأولى إلى 32.19 سنة 1982، ثم إلى 34.34 سنة 1994. فقد بلغت نسبة الزيادة 16.40 خلال فترة 1971/1994. في مقابل 6.72 بالنسبة للعقد الخير.
- رغم التطور تضل نسبة النساء ضعيفة إذ لا تمثل سوى 10.69 سنة 1994.
- ومن جهة أخرى تصاعدت نسبة البطالة،فمرت من 9.61 سنة 1982 إلى 16.98 سنة 1994.
- وأبرز التحولات المسجلة :
*تزايد تنوع المهن.
*تزايد أهمية التجارة و الوسطاء.
*تقلص وزن فئتي الأطر المتوسطة و المستخدمين المتخصصين و الأطر العليا وأعضاء المهن الحرة( فئات الدخل المنتظم).
- ويبرز التطور الذي عرفته البنية المهنية أنها تتسم ب:
*عدم الاستقرار.
*ونزعتها نحو مزيد من الهشاشة والضعف.
- ولمزيد من التفصيل فتوزيع النشيطين المشتغلين حسب فروع النشاط الاقتصادي يؤكد ما سبقت الإشارة إليه من تزايد هشاشة بنية الأنشطة الحضرية. فبالمقارنة ما بين وضعيتي التشغيل خلال سنتي 1982 و 1994 نسجل تراجع نسبي لوزن التجارة و الفندقة و البناء و الحرف التقليدية و الصناعة وفي المقابل تزايد هام للوظيفة العمومية و النقل و المواصلات.
- وباعتبار نوعية الأنشطة في علاقتها بوظائف المدينة. يسجل أن أنشطة الإنتاج و التوسيط تعتبر أول ميدان للتشغيل، بنسبة 41.01 (إنتاج المتعة المادية الموجهة للاستهلاك)، كل ما يتصل بالفلاحة – الصناعة – الحرف الإنتاجية – البناء – الحاجيات العادية للسكان. وفي المقابل تستأثر مهام الخدم الاجتماعي بأغلبية مناصب الشغل المتوفرة. (كل ما له علاقة بالتقدم و الزيادة في المستوى يشمل: مؤسسات البحث العلمي و التعليم العالي و أنشطة القيادة الإدارية). 58.49 ( 54.79 الخدم الاجتماعي الأساسي. 3.70 الخدم العالي. )
3-4/ بنيات حضرية متمايزة.
- يتكون حيز إنزكان من مجموعة من الوحدات المجالية المتمايزة التي تشمل الأحياء الوظيفية، بالإضافة إلى الحياء السكنية التي نميز فيها بين أسايس الأصل و الأحياء الجديدة. إضافة إلى النواتين العشوائيتين الهامشيتين تاراست و الجرف. وهنا سنركز على مكونات المجال الأكثر تعبيرا منها عن الأشكال الحضرية الموجودة.
أ/المركب التجاري المركزي.
- يتكون هذا المركب التجاري و الخدماتي من: سوق الثلاثاء الأسبوعي و سوق الجملة الجهوي للخضر و الفواكه و المركب التجاري القديم (من السوق البلدي إلى ساحة البريد)، سوق الخردة و المحطة الطرقية (النقل الحضري .الجهوي.الوطني). فيعتبر هذا المجال أكبر مجال تجاري بأكادير وسوس على الإطلاق.
- فقد نشأ هذا المركب تبعا لتوسع المدينة. فجاء نتيجة تحويل سوق الجمعة لمسكينة من ساحة أسايس إلى ما وراء ساحة البريد.ونقل سوق الجملة الموجود بالقرب من ضريح سيدي مبارك ودار القايد الكسيمي إلى مقره الحالي عند مدخل المدينة. و تمخض أيضا من ناحية أخرى بناء عمارة تجارية في شكل عارضة طولية من طابقين، وتقع على طول الواجهة الشرقية لسوق الثلاثاء سنة 1982. وعززت مكانة المركب بخلق المحطة الطرقية الجديدة عند مدخل المدينة أيضا لتحل محل المحطة السابقة التي شغلت ساحة البريد. كما بني أيضا جزء كبير من السوق الأسبوعي سنة 1991، في إيطار محاربة محلات الصفيح،وتنمية موارد الجماعة. وفي الأخير أسفرت كل هذه العمليات عن ميلاد المركب التجاري والخدماتي الكبير، ويظهر من خلال هذا المركب أنه يتميز بسيادة ثلاث فروع من الأنشطة:
1//تجارة المواد الغذائية 29.77
2//تجارة الملابس والأحذية الجديدة والمستعملة والحلي 29.14.
3//تجارة أمتعة التجهيز 19.85.
ولابد هنا الإشارة إلى أهمية المحطة الطرقية التي يتضمنها والتي تعتبر أول مجال لخدمات النقل الحضري والجهوي والوطني والدولي بسوس على الإطلاق (تتضمن 30 وكالة أسفار بواسطة الطائرات والحافلات- تعبرها 30 حافلة للنقل الدولي - تبعث في مختلف المدن المغربية ب 141 حافلة + سيارات الأجرة + حافلات النقل الحضري).
وهذا ما أدى إلى ظهور بعض المؤسسات الفندقية و المطعمية أبرزها فندق الحكونية وأدت إلى تكاثر النشطة التجارية غير المنضمة.
- وينفرد السوق الأسبوعي ثلاثاء إنزكان بكونه يختص أيضا في تجارة المواشي.
ب/نواة أسايس الأصلية: مجال تاريخي متدهور.
- تتوسط أسايس حاليا حيز إنزكان، وتمثل بها حيا سكنيا، وجزءا من قلبها التجاري. وعرفت هذه النواة بعد 1960 تحولات هامة، حيث مرة من شكل دوار قديم إلى مجال متمدن جد متدهور.
انطلق مسلسل التحولات في هذه النواة على مراحل هي:
*خلال فترة الحماية: تم تجهيزها بالكهرباء،وعبدت أزقتها،وأقيمت على أطرافها المدينة الجديدة.
*مع نهاية الستينات: استقبالها لمنكوبي الزلزال، وشروعها في استقطاب الوافدين فرغم كل هذا لم تتخلص من طابعها القروي.
*دخول عقد السبعينات: إنطلاق عملية التحول الفعلي التي شملت المرفولوجية و الأنشطة و المحتوى الإجنماعي.
*فترة الثمانينيات والتسعينات: حدوث تغيرات كبيرة تمثلت في تحول العديد من الدور الريفية القديمة إلى مساكن من نوع الدار المغربية الحديثة.
- أما بالنسبة لعدد سكان أسايس فلم يتعدى 1284 نسمة سنة 1936،وباعتبار نمو سكانها إبتداءا من 1960 إلى 1994،فسجل عددهم زيادة بحوالي 10017 نسمة أي تضاعف بمدار 8.8 مرات.
وارتبط نمو حجم قاطني هذه المجالات أساسا بالتوافد، وهذا يعني أن 47.53 من قاطنيها وافدين.
والملاحظ هو تدهور هذا المجال التاريخي لعدة أسباب:
1//لأنه فقد وظيفته كأهم قطب تجاري.
2//لم يختلف مستوى تجهيز منازله عن بقية النوى الأخرى (مثلا لم تتجاوز نسبة الربط بالماء والكهرباء به على التوالي 23.5- 52.8).
3//نسبة أمية عالية تصل إلى 35.37.
ج/حي مولاي رشيد للفيلات.
- إستحدتث هذه التجزئة بإنزكان عند نهاية السبعينات عند مدخل المدينة من ناحية أكادير. من طرف أحد المجزئين اليهود. وكانت موجهة لفئة اجتماعية عليا. ومعظم ساكنيها من المزدادين بإنزكان (36.16) لاكته يأوي بعض الأسر المنحدرة من مراكش وتارودانت وتافراوت وشتوكة. بنسب مختلفة (ص146). ومعظم نشيطيه يتكونون من التجار والمقاولين والحرفيين والفلاحين الكبار ومزاولي المهن الحرة والأطر العليا للوظيفة العمومية.
4/إنزكان قطب التجارة بسوس.
4-1/القوة الداخلية للمدينة.
- إن وظيفة إنزكان الأساسية هي الوظيفة التجارية. لذلك فقوة هذه المدينة الاقتصادية تتلخص في مختلف الأنشطة التجارية والخدماتية التي تتضمنها. وما ينتج عن هذه الأنشطة من إشعاع محلي وجهوي ووطني بل ودولي أحيانا. وتكمن قوة المدينة الداخلية في تضخم أعداد التجار الممارسين بها و تنوع وكثرة المعروضات التي تقدمها المحلات المختلفة بالمدينة.
أ/مقاربة كمية أو الأهمية العددية للتجارة بإنزكان.
- تظل الإحصائيات من أفضل الأدوات لمقاربة القوة التجارية للمدينة، ففي سنة 2003 وصل عدد المحلات التجارية بإنزكان إلى أزيد من 4200 محل. وبذلك يكون عدد السكان لكل محل هو 8.6. ومقارنة مع بعض المدن المغربية المماثلة لإنزكان من حيث عدد السكان فالنسبة تصل إلى 32.4. لاكن التساؤل هو عن سبب وجود هذا العدد الهائل من المحلات و أسباب استمرارها ؟
- يمكن الإجابة عن هذا التساؤل في عبارة واحدة وهي تعذر استقرارها بمدينة أكادير. وبالتوسع في هذا الطرح يمكن القول بأن الموقع الجغرافي لعب دورا مهما في استقرارها. وتتأكد هذه الأفكار أكثر إذا علمنا أن هذا التجهيز التجاري للمدينة يمتاز بالتنوع.
ب/مقاربة نوعية.
- تحتضن إنزكان ما يناهز 180 نوعا تجاريا وخدماتيا. يمكن تصنيفها إلى ثمانية أصناف كبرى وهي:
*المواد الغذائية: وتأتي في مقدمة هذه الأنواع التجارية، فالمواد الرئيسية التي تضخم قطاع المواد الغذائية هي البقالة -الجزارة ثم الخضر و الفواكه الطرية.
*الألبسة: وتأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد المحلات وأيضا من الناحية النوعية.
*الخدمات الفردية: تأتي في المرتبة الثالثة. ويتعلق الأمر بالتطبيب و المحاماة أي المهن الحرة.
*قطاع التجهيز: ويأتي في المرتبة الرابعة من حيث عدد المحلات. وتحتل منتجات التجهيز المنزلي المرتبة الأولى في قطاع التجهيز حيث تزيد نسبتها عن ثلث مجموع محلات التجهيز.
- أما فيما يخص القطاعات المتبقية (مواد الصيانة البشرية- أدوات ووسائل النقل- منتجات البادية- الإصلاح)، فهي لا تمثل سوى 18.4 من مجموع المحلات التجارية و الخدماتية بإنزكان.
ج/إنزكان مدينة التجارة بالجملة بامتياز.
- تعتبر تجارة الجملة أهم عنصر اقتصادي، سواء من حيث مبالغ الأموال التي تروجها تلك التجارة أو المنتجات التي تعرضها، وبقدر ما يكون عدد تجار الجملة كبيرا بقدر ما تكبر قوة المدينة. لاكن قبل الاسترسال في الحديث عن هذا الموضوع لابد من الوقوف على معضلة مفاهمية لم يتوفق الباحثون في فك رموزها. ويتعلق الأمر بمفهوم "تاجر الجملة" من هو؟ و ما الفرق بينه وبين "تاجر نصف الجملة"؟
- يعتبر تاجرا بالجملة كل من يبيع سلعة أو سلع مختلفة بكميات كبيرة لتجار التقسيط. وأن يؤدي الضريبة المهنية وأن يصرح بمجموع مبيعاته.
- أما تاجر نصف الجملة فيمكن تلخيص التعاريف الكثيرة التي أعطيت له بكونه هو كل تاجر لا يبيع بالجملة ولا يبيع بالتقسيط .
- إن عدم ضبط هذه المفاهيم يؤدي إلى اختلاف كبير في الأرقام بين الباحثين. حيث أن التجار الذين يعتبرون رسميا تجار جملة يبيعون مع ذلك بالتقسيط ، وآخرون لا يعتبرون أنفسهم تجار جملة رغم ضخامة مجموع مبيعاتهم مما يؤدي إلى تأويلات مختلفة قد تنعكس سلبا على الأهداف التي ترمي إليها الدراسة الجغرافية.
- فحسب مجموعة من المصادر الإدارية و الأكاديمية وبعض الإحصاءات فإن عدد تجار الجملة ونصف الجملة بمدينة إنزكان يتراوح بين 450و500 تاجر جملة (مثلا سنة 1991 بلغ العدد 459 تاجر جملة).مما يعني على الأقل من الناحية النظرية أن كل تاجر جملة يمون ثمانية إلى تسعة تجار التقسيط ، وهذا أمر بعيد عن الواقع لكون تاجر الجملة الواحد يمكن أن يزود أكثر من هذا العدد (يصل إلى 20 تاجر). وبالتالي فإن هذه الأرقام تعطينا فكرة أولية عن تضخم قطاع تجارة الجملة بالمدينة، هذا ما يعني أن هؤلاء التجار يزودون مدنا ومراكز أخرى داخل التراب الوطني. وتتضح هذه الفكرة إذا استحضرنا بنية تجارة الجملة بالمدينة من خلال الجدول الآتي:
العنوان: بنية تجارة الجملة بمدينة إنزكان (بالمئة).
4-2/ القوة الخارجية للمدينة.
- إن التطور الاقتصادي لمجال ما يشكل العامل الرئيسي في الإشعاع ونتيجته في نفس الوقت، وترتبط درجة ذلك الإشعاع بدرجة قوة المدينة. فبقدر ما تكون قوة المدينة كبيرة يكون الإشعاع قويا، والعكس صحيح.
- إذن، فالقوة الداخلية لمدينة إنزكان شكلت عامل جذب لتيارات مختلفة ومتعددة. ومن هنا سنحاول أن نعرض أهم هذه التيارات التي تستقبلها المدينة أو تبعث بها.
أ/التوافد على مدينة إنزكان بحثا عن العمل و المسكن.
- تبين الدراسة أن المدينة تجتذب إليها السكان لسببين أساسيين وهما:
*فرص الشغل التي توفرها.
*وأيضا لأنها مدينة شعبية.
- لذلك يتوافد عليها السكان من مختلف مناطق البلاد خاصة المناطق الريفية.
ب/ إنزكان قبلة الوافدين في الزمان.
- يرجع تاريخ أول الوافدين على هذه المدينة إلى أواسط الأربعينيات من القرن الماضي. لاكن عدد الوافدين في فترة الأربعينيات كان محدودا جدا إلى غاية منتصف الستينات حيث شهد ارتفاعا كبيرا بين 1960و1971،بحيث بلغ النمو السكاني بأكادير وضمنها إنزكان بسبب الهجرة 226 بالمئة. وهي من أكبر النسب أنذاك. حيث وصل عدد الوافدين على إنزكان 18700 شخص في السنة طيلة مدة المخطط. وإذا إتبعنا تيار هذا التوافد فنستهله منذ سنة 1960 (زلزال أكادير) إلى حدود سنتي 1976-1977 حيث سيعرف انحباسا بحيث تحول تيار الوافدين إلى المدن الجنوبية عقب استرجاع الأقاليم الصحراوية 1975، لاكن سرعان ما استرجعت إنزكان هذا التيار بدءا من سنة 1978. والمعروف أن هذا التوافد مازال مستمرا رغم التذبذب من حين لآخر.
- لاكن و بالرجوع إلى حوافز وأسباب هذا التوافد نتوقف عند محطة مهمة وهي القطاع السقوي بالتحديد لمنطقة بلفاع الذي بدأ يعطي ثماره (الخضر أساسا) منذ سنة 1975. وأيضا تطور قطاع الخضر والفواكه في سهل سوس وأشتوكن. فأصبحت منتجات هذه المناطق تأخذ طريقها إلى أسواق إنزكان أو الأسواق الوطنية عبر سوق الجملة بإنزكان. فهذه التطورات الاقتصادية إذن هي حافز آخر للتوافد.
ج/ وافدون من أصل ريفي.
- يتميز كل الوافدين على مدينة إنزكان بخاصية بأنهم من أصل ريفي، بحوالي 86 بالمئة من مجموع الوافدين. أما الباقون فهم من المدن. لاكن مسألة الوافدين من المدن فيها نقاش مستفيض بحيث أن هؤلاء الشباب يتنكرون لأصلهم البدوي ويذكرون أقرب مدينة لمنطقة نزوحهم. وتبين هذا من خلال التحريات الميدانية للكاتبين عمر آفا و محمد الحاتمي، حيث أن الكثير من الشباب يصرحون أنهم من مدينة كذا بينما آباءهم يذكرون اسم المنطقة والمدينة التي تنتمي إليها. ومن هنا نقول أن غالبية الوافدين من أصل ريفي إن لم نقل كلهم. ووردت في تصريحات هؤلاء الوافدين حسب الأهمية المدن التالية: الصويرة 39 بالمئة، الجديدة 20 بالمئة، عبدة 13 بالمئة، خريبكة 4 بالمئة.
- أما أماكن التوافد فرغم تعددها إلا أنها تتركز في المناطق الثلاث التالية: الشياظمة – دكالة – عبدة. ونربط هذا بمنطق واحد وهو أن كلما كانت المنطقة قريبة من سوس زاد عدد الوافدين منها.
- أما على الصعيد الجهوي فإن أماكن النزوح متعددة: الأطلس – الصغير والأوسط والجنوبي من أيت باها إلى لاخصاص مرورا بإغرم وتافراوت وأنزي بحوالي 56 بالمئة من مجموع الوافدين على الصعيد الجهوي، وأشتوكن ب21 بالمئة، والأطلس الكبير الغربي بحوالي 19 بالمئة.
- إذن فصيت إنزكان يتجاوز سوس ليشمل المناطق الريفية المتعددة والمتباعدة. ولم يكن لهذا الصيت أن يكون كذلك لو لم تكن للمدينة قوة استقطاب داخلية مهمة ومتميزة.
4-3/ إشعاع قوي وفي تطور مستمر.
- إذا فالتوافد أو النزوح السكاني أعطانا فكرة أولية عن مكانة إنزكان على الصعيدين الجهوي والوطني. فالمنتجات التي تروجها المدينة وما ينتج عنها من حركية تؤكد هذه الفكرة. فالمدينة تستقبل منتجات شتى من مختلف الأنحاء وتعيد توزيعها في اتجاهات مختلفة. وهذا ما ينتج حركية مرور كثيفة مما يجعل منها منارة يهتدي بها الاقتصاد الجهوي والوطني.
أ/ تسويق الخضر و الفواكه.
- يتم هذا التسويق بواسطة سوق الجملة للخضر والفواكه. ويحتل هذا السوق مساحة تقدر ب6 هكتارات، ويضم أزيد من 370 محلا تجاريا، ويتاجر به كل يوم ما معدله 650 تاجرا وفلاحا ووسيطا، ويشهد مرور ما بين 400 إلى 600 طن من الخضر والفواكه يوميا. حيث تمثل الخضر داخل هذه الكميات 70 بالمئة. ومع ذلك فهذا السوق يفتقر إلى تنظيم جيد وإلى تهيئة لائقة. ومهما يكن من أمر فهذا السوق يضفي على مدينة إنزكان صبغتها الوطنية ويؤكد مركزها الجهوي.
ب/ استقبال منتجات جهوية ووطنية.
- تصل نسبة المنتجات الجهوية في هذا السوق إلى حوالي 60 بالمئة كمعدل سنوي. إلا أن هذه النسبة تبدأ في الارتفاع إبتداءا من شهر دجنبر إلى أن تصل إلى 80 بالمئة في شهري يناير و فبراير.
- بينما تتعدى المنتجات الآتية من خارج سوس 67 بالمئة خلال فصل الصيف، وتأتي هذه المنتجات الخارجية من قطاعات سقوية مختلفة من شمال البلاد ومن وسطه الشمالي من جهة، ومن أسواق الجملة بالدارالبيضاء والرباط من جهة ثانية.
- فنأخذ مثال حوز مراكش الذي يساهم بخضر متنوعة (البصل-البطاطس)، ثم منطقة تادلة (بالبصل) و أحيانا
(الجزر)، وتساهم هاتان المنطقتان بحوالي 51 بالمئة من هذه المنتجات.
- كما يساهم سوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء ومنطقة سايس بمنتجات متنوعة فسوق الدارالبيضاء يساهم بالجزر والبطيخ الأصفر، وأما سايس فيساهم بالبصل.
- أما المنتجات الجهوية الغالبة كما ونوعا، فهي تأتي إجمالا من كل من هوارة و أشتوكن(أيت عميرة – بلفاع – بيوكرى).
- أما من حيث نسب المساهمة فتأتي بلفاع وأيت عميرة في المرتبة الأولى ب30 بالمئة من الكميات الآتية جهويا التي تتضمن بالخصوص الطماطم وأيضا الجزر- البطاطس – الموز. وتتبعها هوارة ب28 بالمئة بكل أنواع الخضر والحوامض، وأخيرا بيوكرى ب18 بالمئة بأنواع متعددة من الخضر والفواكه الطرية.
ج/ يتم التوزيع على مجموع التراب الوطني.
- يمكن القول بأن هذا السوق يزود حاليا كل المناطق الشمالية من البلاد بالمنتجات الجهوية. كما يزود كل المناطق الجنوبية بالمنتجات التي يستقبلها من المناطق الشمالية وبالمنتجات الجهوية. وهكذا إذن لعب هذا السوق دور التوزيع على الصعيد الوطني حيث يتقاطع به تياران للتوزيع. فمن جهة تتشعب فيه المنتجات الجهوية نحو شمال المغرب و جنوبه. ومن جهة أخرى تحط به منتجات الشمال قبل أن تصرف في أسواق سوس المختلفة وفي كل المناطق الجنوبية.
- وربما يكون من المفيد دراسة تسويق منتجات أخرى من طرف مدينة إنزكان لاسيما قطاع الماشية الذي يلعب فيه السوق الأسبوعي دورا بالغ الأهمية. أو قطاع الحبوب التي يتم تسويقها عبر الرحبة المخصصة لهذا الغرض داخل المدينة. وهذه المنتجات تبين وتؤكد من جديد أن المدينة هي القطب التجاري والممر الضروري لكل التيارات التجارية القادمة إلى سوس أو المنبعثة منه.
- فلا يجادل أحد إذا قلنا أن تطور النقل من بين العوامل المساعدة على التطور الاقتصادي. وهذا ما سيحيلنا على دراسة مظهر آخر من مظاهر القوة الخارجية للمدينة.
4-4/ إنزكان محطة وسط المغرب.
أ/ إنزكان ملتقى طرق وطنية وجهوية.
- تنتظم حركة المرور حول إنزكان في محورين أساسيين:
*الأول: محور شمال- جنوب: يتمثل في الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين أكادير والحسيمة عبر مراكش وفاس، والطريق رقم 1 الرابطة بين طنجة و الكويرة عبر مجموعة من المدن الساحلية.
*الثاني: محور غرب- شرق: يتمثل في الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أكادير ومدينة بوعرفة في شرق البلاد، عبر ورزازات و الراشدية.
- لقد ظل هذان المحوران يطبعان حياة النقل والمواصلات في مجموع المجال السوسي لمدة طويلة، ونظرا لكونهما يستجيبان لمتطلبات وطنية أكثر مما يلبيان متطلبات جهوية، فإنهما لم يؤثرا في دينامية سوس عموما وخصوصا مدينة إنزكان.
- إذا مدينة إنزكان توجد في وضعية طرقية مميزة، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها شبيهة بوضعية المدن الكبرى اقتصاديا ومجاليا. لاكن مدينة إنزكان صغيرة مجاليا وقوية اقتصاديا.
ب/ حركة مرور ضخمة.
- إن الملاحظ في حالة حركة المرور حول مدينة إنزكان هو أن المدينة غارقة في سيل عارم من كل أنواع العربات المعروفة (سيارات خصوصية- شاحنات- عربات النقل الجماعي من سيارات وحافلات سواء تعلق الأمر بالنقل الحضري أو الجهوي أو الوطني أو الدولي).
- فبدراستنا للمحور الرابط بين أكادير وإنزكان يمكننا معرفة حجم حركة المرور حول مدينة إنزكان، حيث يشهد هذا المحور لوحده مرور ما يزيد عن 30000 عربة يوميا ذهابا وإيابا. ويزداد الأمر كبرا إذا علمنا أن أهم أوقات المرور هي ما بين الساعة السادسة صباحا إلى حدود العاشرة ليلا، هذا يعني أن معدل حركة المرور في كل ساعة هي حوالي 1900 عربة تقريبا. ومن المعلوم أن هذا المعدل يزداد في أوقات السير الأشد كثافة (8 صباحا – 12 زوالا / و 2 بعد الظهر – 6 مساءا)، وهنا تتعلق حركة المرور بالتراقص اليومي بين أكادير وإنزكان ولا تساهم فيها حركة المرور الوطنية ، نظرا لوجود محور طرقي آخر هو محور أكادير- أيت ملول عبر تيكوين. ويقوم هذا المحور بتحويل حركة السير الوطنية بحيث يشهد بدوره مرور حوالي 14 ألف عربة في اليوم الواحد.
ج/ أعداد ضخمة من المسافرين في كل الاتجاهات.
- تمر عبر مدينة إنزكان في كل سنة أعداد هائلة من الوافدين والعابرين والمتراقصين يوميا في جميع الاتجاهات
وتساهم في ذلك وسائل نقل مختلفة وكثيرة.
*فعلى الصعيد الجهوي: ترتبط المدينة مباشرة بكل قرى ومدن سوس بوسائل نقل متنوعة. فبغض الطرف عن السيارات الخاصة التي تساهم فقط في الرفع من حدة المرور ولا تساهم في نقل الأشخاص. فإن وسائل النقل الجماعي - سيارات الأجرة - وحافلات النقل الحضري - تنقل كل يوم أعداد ضخمة من المسافرين من وإلى مدينة إنزكان. وتشكل حافلات النقل الحضري أهم وسيلة لنقل الأشخاص حيث تساهم في نقل أزيد من 13 مليون شخص سنويا.
- فإذا كانت حافلات النقل الحضري تربط المدينة بالمراكز القريبة منها فقط فإن سيارات الأجرة بأعدادها المتزايدة كل سنة تربط مدنا ومراكز أبعد بكثير من مدينة الداخلة جنوبا إلى مدينة مراكش شمالا.فأكثر من 350 سيارة أجرة تقوم يوميا بأكثر من 3000 رحلة ذهابا وإيابا إلى تلك المدن، وتنقل سنويا حوالي 4 ملايين ونصف من المسافرين.
*أما على الصعيد الوطني: فتعتبر المدينة صلة وصل بين شمال المغرب وجنوبه. فهي ترتبط بكل المدن المغربية وإن كان ذلك بدرجات مختلفة بواسطة 135 حافلة تملكها حوالي 48 شركة نقل، وحوالي ثلثي هذا العدد هو الذي ينطلق فعليا من المدينة والباقي يعبر المدينة ذهابا وإيابا.
- وحسب بعض الإحصاءات فإن الحافلات المذكورة تنقل سنويا حوالي 1.5 مليون مسافر غالبا نحو المدن الساحلية من القنيطرة شمالا إلى طنطان جنوبا. ونحو بعض المدن الداخلية (فاس- مراكش- بني ملال ...). لاكن الاتجاهات التي تسجل عددا مهما من المسافرين هي مدينة الدارالبيضاء بأكثر من ربع المسافرين وتليها مراكش ب 18 بالمئة ثم الصويرة وآسفي ب 16 بالمئة، وزاكورة ب 10 بالمئة، ثم الرباط-القنيطرة ب9 بالمئة، والباقي يتوزع على اتجاه كلميم طانطان ... .
*وعلى صعيد آخر: فإن المدينة ترتبط بالقارة الأوروبية بواسطة حوالي 15 شركة نقل، وحوالي نفس العدد من الحافلات. ورغم أنها تعبر فقط مدينة إنزكان، فمع ذلك فإنها تملك بها شبابيك ولا تحمل إلا عددا ضعيفا من المسافرين سنويا (15 ألف)، فرغم ذلك فإنها تساهم في الإشعاع الخارجي للمدينة.
- مجمل القول أن المحطة الطرقية لإنزكان تشهد مرور أزيد من 22 مليون شخص في السنة (ما يناهز ثلثي سكان المغرب حسب إحصاء 2004)، أي أن 60 ألف شخص يمر بهذه المحطة.
- وإذا نظرنا من زاوية النقل والمواصلات، فتتأكد مرة أخرى تلك القوة الخارجية لمدينة إنزكان. فعلى هذا المستوى فهي تفرض نفسها محليا وجهويا ووطنيا بل وحتى دوليا. فإذا كان هذا الإشعاع نتيجة منطقية للقوة الداخلية للمدينة فإنه الآن يلعب دورا أساسيا في تقوية قدرة هذا القطب التجاري على الاستقطاب. لاكن هذا الأخير ينعكس على المجال الجغرافي للمدينة. وأكبر مشكل ناتج عن قوة المدينة وقدرتها على الاستقطاب يتمثل في حركة المرور سواء داخل أو على هوامش المدينة، ونتج هذا عن صغر مساحة المدينة، وعن عدم قابليتها للتوسع لانعدام احتياطي مجالي، نظرا لموقع المدينة. كما أن الاستقرار المتزايد للمتاجر(بإنشاء قيساريات جديدة) والتوافد المستمر على المدينة لا يبشران بحل قريب.
الطالب الباحث : محمد أمين بلقدور
تقديم:
أصبحت إنزكان ثالث مركز بالمجموعة الحضرية لأكاد ير الكبرى. حيث بلغ عدد سكانها 112.753 نسمة سنة 2004. فرغم التحولات التي طرأت على سحنة الجهاز الحضري و التجاري بسوس، فمازالت مدينة إنزكان تحتل مكانة اقتصادية مهمة جهويا. وزيادة على ذلك فقد عززت مكانتها الاقتصادية بمهام القطب التجاري الأول.
لاكن مع ذلك فمازالت هذه المدينة تواجه عدة إكراهات يمكن إجمالها في الميدانين الاقتصادي و الاجتماعي و مجال البنيات التحتية و غيرها.
وقد شكلت الحماية عاملا حاسما في حركة التمدين بالمدينة. لاكن حقيقة فحدثي زلزال أكاد ير 1960، و استرجاع الصحراء 1975، و ما تلاهما من تغيرات على المستوى الاقتصادي و الديمغرافي و الاجتماعي ... في الواقع المحددات الأساسية لما طرأ من مستجدات على المشهد الحضري في مجموع تراب مصب نهر سوس بصفة عامة. وكان للعوامل المتصلة بموقعها الجغرافي تأثير على تنوع أنشطتها ووظائفها و جاهزيتها لاستقطاب السكان و الأموال.
3/جوانب من التحولات الاجتماعية و الاقتصادية و العمرانية.
3-1/ إنزكان مدينة حديثة.
أ/ مسار التكوين و التطور حتى سنة 1960.
- رغم احتضان مدينة إنزكان لمقر إقامة أسرة أيت القايد الكسيمي و لسوق الجمعة، ( الذي ارتبطت نشأته بإغلاق ميناء أكادير بعد بناء الصويرة )، فقد اعتبرت إلى حدود عهد الحماية قرية صغيرة. و ارتبط تأسيسها مع نزوح عدد من الأسر من أيت بعمران و من الركيبات بالصحراء و استقرارها حول ضريح الولي الحاج مبارك. و كانت في الأصل محاطة بسور بسيط من الحجارة و الطوب، و لها ثلاث أبواب، و تتوسطها ساحتا أسايس ( ن تاكوت ) و أسايس ( لقبلت ).
- وفي سنة 1913 احتلتها القوات الفرنسية التي دمرت أبراج دار القبيلة. فلم تعرف المدينة في السنوات الأولى للحماية أي تطور. ففي سنة 1936 لم تكن تحتضن إلى جانب دواوير تاراست و الجرف سوى 2577 نسمة ( 68 يهود و 44 أوروبين ). و أهم ما عرفه محيطها هو ظهور بعض الضيعات الفلاحية العصرية (خاصة حول الدشيرة و تيكيوين ).
- أما الحدث المهم مع نهاية الأربعينيات فهو إدراج إنزكان في المجال الذي سمي بأكادير الجنوبية الشرقية. و ذلك إثر قرار مصالح التعمير اعتبار أكادير و محيطه الجنوب الشرقي مجموعة عمرانية، و قد وضع لهذه المجموعة مخطط تعميري يهدف إلى تنظيم استعمال الأرض، وحماية المجالات الطبيعية. وقد توقع هذا التصميم على المدى البعيد. ونظرا إلى الدينامية الديمغرافية و الاقتصادية السائدة نهاية الأربعينيات بأكادير و ظهيره بصفة عامة. تبلور مجموعة حضرية من حجم 150000 إلى 200000 نسمة عند متم الستينات. و تمثل إنزكان التي تقرر ترقيتها إلى رتبة مدينة أحد مكوناتها الأساسية.
- وتميزت المرحلة الأخيرة من عهد الحماية بحدوث تحولات عميقة في المدينة. حيث انتقلت من سوق أسبوعي إلى مركز عسكري و إداري، فمثلا أنشئت بها مجموعة من التجهيزات الإدارية و الاجتماعية مثل: الوكالة البريدية ، المستشفى المتخصص في معالجة الأمراض الصدرية ، و مؤسستين للتعليم. إضافة إلى أنها عززت مكانتها التجارية باعتبارها أحد أكبر الأسواق الأسبوعية بالمنطقة. وعرفت كذلك استقرار موظفي الإدارة الفرنسية، و كذا الجنود و الأطر العسكرية. واستقبلت المدينة كذلك موجة مما سمي بصغار المعمرين الفرنسيين، إضافة إلى التجار من سوس. وبعض الأسر اليهودية المنحدرة من تزنيت / تارودانت / واحات باني /درعة. فمنذ ذلك الحين بدأت تنتقل من قرية فلاحية إلى مركز عسكري و إداري و تجاري . أما فيما يخص دار القايد الكسيمي فقد حولتها سلطات الحماية إلى مركز إداري يحتضن مصالح استخبارات و شؤون الأهالي. و إدارة مجالات قبائل كسيمة و مسكينة و إداوتنان و شتوكة. وبنت بجانبها عدد من مساكن الموظفين ووزعت بقع أرضية لعناصر القوات المساعدة الوافدين من شمال المغرب. وشيدت حيا من 120 فيلا على طول طريق أكادير- تارودانت لإيواء الأطر العليا للجيش الفرنسي. وأنشئت فضاءات رياضية و ترفيهية (حلبة الفروسية) و( مؤسسة فندق لوبروفنسال ) ويندرج هذا كله في تنفيذ اختيارات مخطط ألوا oulwa للتهيئة.
- ونتيجة لذلك كله شرع إنزكان في استقبال السكان الجدد و الأنشطة التجارية الثابتة. وبدأ مجاله في التوسع مع تطور سكانه إذ بلغوا 4657 نسمة في 1952. وهذا ما سيفرض إخضاعها لقانون تعمير خاص يحدد استعمالات التربة، ويحمي الأراضي الفلاحية و الغابوية المحيطة بها. وهكذا تحول هذا المجال إلى مجال حضاري، وعاصمة دائرة شاسعة تحتضن حوالي 9000 نسمة سنة 1959. وكان يومئذ يتركب من نواتين:/ الدوار الأصلي (أسايس نايت القايد) و( الحي المغربي الجديد).
ب/ ارتقاء المدينة إلى مكانة قطب التجارة الأول بسوس بين 1960/1975.
- ارتقت مدينة إنزكان إداريا سنة 1960 إلى رتبة مركز مستقل. فقد اقترنت حركيتها بزلزال أكادير، بحلولها مكان المدينة المنكوبة في قيادة الإقليم، وإدارة شؤون الإنقاذ و إعادة الإعمار. فقد استقبلت مقرات الإدارات المؤقتة، مثل:( مؤسسة المندوبية السامية لإعادة الإعمار)، وآوت قرابة نصف أعداد المنكوبين 6020 شخص، وتحولت إلى جانب النوى الأخرى الملتصقة بها (الدشيرة-الجهادية-تاراست) إلى ملجأ للوافدين الجدد على أكادير خلال النصف الأول من الستينات. ومن جهة أخرى ارتبطت حيويتها بالأهمية التي أصبحت تضطلع بها كممون رئيسي لأكادير و النواحي بالمواد الغذائية المجلوبة من الدار البيضاء و أول سوق للماشية و تجارة الجملة للخضر و الفواكه بالمنطقة.
- أما على المستوى العمراني فلم تعرف المدينة أي تحول يذكر طيلة عقد الستينات. وبذلك وجب انتظار سنة 1973 لإحداث تجزئة بونعمان جنوب المدينة (86 بقعة). وسنة 1975 أحدثت ودادية الموظفين (780 بقعة خصصت للسكن الاقتصادي) وإنشاء تجزئة صغيرة للفيلات من طرف بعض الخواص (حي مولاي رشيد).
- وبموازاة ذلك على المستوى التجاري فقد كانت تمثل في عهد الحماية مركز تجاري نشيط بفضل سوقها الأسبوعي. و لإعطاء فكرة عن تطورها التجاري نشير إلى أن أعداد المحلات التجارية و الحرفية و الخدماتية بلغت حسب نتائج دفاتر الجولة لإحصاء 1971.( 845 محلا).
- أما على المستوى الديمغرافي، فقد مر مجموع سكان إنزكان بما في ذلك نوى الجرف و تاراست من 10280 نسمة سنة 1960 إلى 26209 نسمة سنة 1971. و المساهم الأساس في تكاثر السكان هو التوافد، فقدرت مساهمته بتارا ست ب 69.2 وبإنزكان 48.7.
ج/ مرحلة مابعد 1975: تشبع الحيز الإداري و تفجر البناء على أطرافه.
- أعلن تاريخ 1975 َ عن ميلاد مرحلة جديدة في تاريخ البلاد. تميزت على المستوى الجهوي لسوس بتغير موقع المنطقة بخريطة البلاد بعد استعادة جزء من موقعها الصحراوي و امتدادها الطبيعي الجنوبي. وأعطى هذا التحول دفعة إضافية جديدة للاقتصاد الجهوي و لأكادير الكبرى وضمنه إنزكان، وبالفعل ستتحول هذه المدينة ومحيطها الحضري الكبير إلى قبلة للتوافد. وسيتقوى وزنها الديمغرافي و الاقتصادي إبتداءا من الثمانينات على إثر توسيع سوق الجملة وبناء سوق الثلاثاء الذي تحول على سوق حضرية دائمة، وتوسيع محطاتها الطرقية.
- وتمثل سنة 1978 منعطف حاسم في تاريخ التمدين بإنزكان. والمميز على المستوى الجهوي بسوس عودة المخطط إلى مفهوم أكادير و الضاحية الجنوبية الشرقية الموضوع لسنة 1952. وذلك بمناسبة وضع مخطط توجيه التهيئة العمرانية للمجال الحضري لأكادير و ظهيره الذي أعد ما بين 1978-1980. و الذي ستتم مراجعته وتهيئته إبتداءا من سنة 1987.
- وقد عرفت إنزكان خلال هذه المرحلة نموا ديمغرافيا واقتصاديا واجتماعيا وتوسعا مجاليا تمثل معه ثاني قطب اقتصادي وأول مركز تجاري بالمجموعة الحضرية لأكادير الكبرى. فعلى المستوى المجالي تشبع حيزها الحضري ببناء حيي تاغزوت، وخلق تجزئة الرمل. ففي سنة 1992 ألحقت بها نوى تاراست، الجرف، مسدورة، تطبيقا لتوصيات مخطط توجيه التهيئة العمرانية لسنة 1978، وأصبحت تشكل معها جماعة حضرية واحدة. وقد مر عدد سكانها خلال هذه المرحلة من 45.194 نسمة سنة 1982، إلى 92.485 نسمة سنة 1994، إلى 112.753 نسمة سنة 2004. واختار المخطط توجيه توسع المدينة في اتجاه الجنوب الشرقي في شكل سلسلة متوالية من الأحياء الكبرى الجديدة: (الداخلة،تاسيلا، تاما، أنزا)، وجاءت هذه الصيغة بذل الصيغة التقليدية التي ظهر أنها لم تعد كافية لاستيعاب مجمل متطلبات نمو المدينة الكبرى، والحيلولة دون تكاثر نوى السكن العشوائي حول إنزكان.
وتتميز الوضعية العقارية للأراضي بسيادة أراضي الدولة بمختلف أشكالها (ملك الدولة، والمياه والغابات...)، أما الملك الخاص فلا يمثل تقريبا سوى أقل من ثلث الأراضي على مستوى مجموع مراكز أكادير الكبير. وهذه الوضعية تفسر هيمنة الدولة على ميدان الإنتاج العقاري.
فأهم ما ميز المنتوج العقاري القانوني بالمدينة هو حصيلته التي بلغت 2148 بقعة، وكان هذا من إنجاز مندوبية الإسكان، والمؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء للمنطقة الجنوبية، والوكالة الوطنية لمحاربة السكن غير اللائق، بنسب مختلفة، أما فيما يخص التجزيء الخصوصي، فيبقى محدودا. فباستثناء تجزئتي مولاي رشيد وبونعمان فإن باقي الأراضي المبنية تتركز بنواتي الجرف و تاراست وتندرج في إطار التوسع غير القانوني.
3-2/ نمو ديمغرافي سريع ما بعد 1960.
- تعتبر العقود الأربعة الأخيرة من ق 20 حاسمة في تاريخ التطور الديمغرافي بحاضرة إنزكان. ففي الستينات كانت وثيرة إنزكان سريعة 8.88، وتراجعت خلال الفترة الموالية 5.08، وستنتعش من جديد خلال الثمانينات حيث ارتفعت إلى 6.15. ويتبين ذلك من خلال الجدول التالي:
العنوان: تطور الوزن الديمغرافي لإنزكان مع باقي وحدات أكادير الكبرى
بين 1960-2004.
الوحدات الإدارية
|
1960
|
النسبة المئوية
|
1971
|
النسبة المئوية
|
1982
|
النسبة المئوية
|
1994
|
النسبة المئوية
|
2004
|
النسبة المئوية
|
إنزكان
|
10280
|
18.6
|
26209
|
18.1
|
45194
|
14.9
|
92485
|
16.8
|
112.753
|
14.6
|
أكادير
|
24494
|
44.4
|
76758
|
52.9
|
149312
|
49.1
|
260381
|
47.3
|
346106
|
44.9
|
أيت ملول
|
8111
|
14.4
|
14006
|
9.7
|
48558
|
16.0
|
85184
|
15.5
|
130370
|
16.9
|
الدشيرة
|
6589
|
11.9
|
18960
|
13.1
|
41009
|
13.5
|
72409
|
13.2
|
89367
|
11.6
|
القليعة
|
1348
|
2.4
|
3305
|
2.3
|
7165
|
2.4
|
15200
|
2.8
|
38220
|
5.0
|
أورير
|
2394
|
4.3
|
2970
|
2.1
|
6584
|
2.2
|
14072
|
2.6
|
21810
|
2.8
|
الدراركة
|
463
|
0.8
|
855
|
0.6
|
2360
|
0.8
|
3334
|
0.6
|
17071
|
2.2
|
تمسية
|
1536
|
2.8
|
2086
|
1.4
|
4017
|
1.3
|
6958
|
1.3
|
14902
|
1.9
|
المجموع
|
55215
|
100
|
145149
|
100
|
304199
|
100
|
550023
|
100
|
770599
|
100
|
المصدر: الإحصاءات العامة للسكنى و السكان( أعداد معدلة).
- و باعتبار نتائج إحصاء 2004، يلاحظ أن نسبة تكاثرها قد تقلصت مقارنة بالنسب المسجلة ما بين 1982-1994. و تؤكد هذه النسب نزعة التراجع التي عرفتها على هذا المستوى منذ سنة 1971، والتي عرفت بعض التغيير بعد إلحاق نواتي الجرف و تاراست بها سنة 1992. وبالمقارنة مع بقية مراكز أكادير الكبرى، يستنتج أن نسبة التكاثر الديمغرافي الملاحظة بها تعد أخفض ما سجل خلال فترة 1994و2004.
3-3/ تنوع المهن و تكاثر الأنشطة الغير المهيكلة.
- طرأت تحولات خلال العقود الأخيرة على بنية النشاط و التركيب السوسيوإقتصادي لسكان إنزكان. فمن جهة تزايد نسبة النشيطين من مجموع السكان بين 1971و1994. حيث مر من 29.50 خلال السنة الأولى إلى 32.19 سنة 1982، ثم إلى 34.34 سنة 1994. فقد بلغت نسبة الزيادة 16.40 خلال فترة 1971/1994. في مقابل 6.72 بالنسبة للعقد الخير.
- رغم التطور تضل نسبة النساء ضعيفة إذ لا تمثل سوى 10.69 سنة 1994.
- ومن جهة أخرى تصاعدت نسبة البطالة،فمرت من 9.61 سنة 1982 إلى 16.98 سنة 1994.
- وأبرز التحولات المسجلة :
*تزايد تنوع المهن.
*تزايد أهمية التجارة و الوسطاء.
*تقلص وزن فئتي الأطر المتوسطة و المستخدمين المتخصصين و الأطر العليا وأعضاء المهن الحرة( فئات الدخل المنتظم).
- ويبرز التطور الذي عرفته البنية المهنية أنها تتسم ب:
*عدم الاستقرار.
*ونزعتها نحو مزيد من الهشاشة والضعف.
- ولمزيد من التفصيل فتوزيع النشيطين المشتغلين حسب فروع النشاط الاقتصادي يؤكد ما سبقت الإشارة إليه من تزايد هشاشة بنية الأنشطة الحضرية. فبالمقارنة ما بين وضعيتي التشغيل خلال سنتي 1982 و 1994 نسجل تراجع نسبي لوزن التجارة و الفندقة و البناء و الحرف التقليدية و الصناعة وفي المقابل تزايد هام للوظيفة العمومية و النقل و المواصلات.
- وباعتبار نوعية الأنشطة في علاقتها بوظائف المدينة. يسجل أن أنشطة الإنتاج و التوسيط تعتبر أول ميدان للتشغيل، بنسبة 41.01 (إنتاج المتعة المادية الموجهة للاستهلاك)، كل ما يتصل بالفلاحة – الصناعة – الحرف الإنتاجية – البناء – الحاجيات العادية للسكان. وفي المقابل تستأثر مهام الخدم الاجتماعي بأغلبية مناصب الشغل المتوفرة. (كل ما له علاقة بالتقدم و الزيادة في المستوى يشمل: مؤسسات البحث العلمي و التعليم العالي و أنشطة القيادة الإدارية). 58.49 ( 54.79 الخدم الاجتماعي الأساسي. 3.70 الخدم العالي. )
3-4/ بنيات حضرية متمايزة.
- يتكون حيز إنزكان من مجموعة من الوحدات المجالية المتمايزة التي تشمل الأحياء الوظيفية، بالإضافة إلى الحياء السكنية التي نميز فيها بين أسايس الأصل و الأحياء الجديدة. إضافة إلى النواتين العشوائيتين الهامشيتين تاراست و الجرف. وهنا سنركز على مكونات المجال الأكثر تعبيرا منها عن الأشكال الحضرية الموجودة.
أ/المركب التجاري المركزي.
- يتكون هذا المركب التجاري و الخدماتي من: سوق الثلاثاء الأسبوعي و سوق الجملة الجهوي للخضر و الفواكه و المركب التجاري القديم (من السوق البلدي إلى ساحة البريد)، سوق الخردة و المحطة الطرقية (النقل الحضري .الجهوي.الوطني). فيعتبر هذا المجال أكبر مجال تجاري بأكادير وسوس على الإطلاق.
- فقد نشأ هذا المركب تبعا لتوسع المدينة. فجاء نتيجة تحويل سوق الجمعة لمسكينة من ساحة أسايس إلى ما وراء ساحة البريد.ونقل سوق الجملة الموجود بالقرب من ضريح سيدي مبارك ودار القايد الكسيمي إلى مقره الحالي عند مدخل المدينة. و تمخض أيضا من ناحية أخرى بناء عمارة تجارية في شكل عارضة طولية من طابقين، وتقع على طول الواجهة الشرقية لسوق الثلاثاء سنة 1982. وعززت مكانة المركب بخلق المحطة الطرقية الجديدة عند مدخل المدينة أيضا لتحل محل المحطة السابقة التي شغلت ساحة البريد. كما بني أيضا جزء كبير من السوق الأسبوعي سنة 1991، في إيطار محاربة محلات الصفيح،وتنمية موارد الجماعة. وفي الأخير أسفرت كل هذه العمليات عن ميلاد المركب التجاري والخدماتي الكبير، ويظهر من خلال هذا المركب أنه يتميز بسيادة ثلاث فروع من الأنشطة:
1//تجارة المواد الغذائية 29.77
2//تجارة الملابس والأحذية الجديدة والمستعملة والحلي 29.14.
3//تجارة أمتعة التجهيز 19.85.
ولابد هنا الإشارة إلى أهمية المحطة الطرقية التي يتضمنها والتي تعتبر أول مجال لخدمات النقل الحضري والجهوي والوطني والدولي بسوس على الإطلاق (تتضمن 30 وكالة أسفار بواسطة الطائرات والحافلات- تعبرها 30 حافلة للنقل الدولي - تبعث في مختلف المدن المغربية ب 141 حافلة + سيارات الأجرة + حافلات النقل الحضري).
وهذا ما أدى إلى ظهور بعض المؤسسات الفندقية و المطعمية أبرزها فندق الحكونية وأدت إلى تكاثر النشطة التجارية غير المنضمة.
- وينفرد السوق الأسبوعي ثلاثاء إنزكان بكونه يختص أيضا في تجارة المواشي.
ب/نواة أسايس الأصلية: مجال تاريخي متدهور.
- تتوسط أسايس حاليا حيز إنزكان، وتمثل بها حيا سكنيا، وجزءا من قلبها التجاري. وعرفت هذه النواة بعد 1960 تحولات هامة، حيث مرة من شكل دوار قديم إلى مجال متمدن جد متدهور.
انطلق مسلسل التحولات في هذه النواة على مراحل هي:
*خلال فترة الحماية: تم تجهيزها بالكهرباء،وعبدت أزقتها،وأقيمت على أطرافها المدينة الجديدة.
*مع نهاية الستينات: استقبالها لمنكوبي الزلزال، وشروعها في استقطاب الوافدين فرغم كل هذا لم تتخلص من طابعها القروي.
*دخول عقد السبعينات: إنطلاق عملية التحول الفعلي التي شملت المرفولوجية و الأنشطة و المحتوى الإجنماعي.
*فترة الثمانينيات والتسعينات: حدوث تغيرات كبيرة تمثلت في تحول العديد من الدور الريفية القديمة إلى مساكن من نوع الدار المغربية الحديثة.
- أما بالنسبة لعدد سكان أسايس فلم يتعدى 1284 نسمة سنة 1936،وباعتبار نمو سكانها إبتداءا من 1960 إلى 1994،فسجل عددهم زيادة بحوالي 10017 نسمة أي تضاعف بمدار 8.8 مرات.
وارتبط نمو حجم قاطني هذه المجالات أساسا بالتوافد، وهذا يعني أن 47.53 من قاطنيها وافدين.
والملاحظ هو تدهور هذا المجال التاريخي لعدة أسباب:
1//لأنه فقد وظيفته كأهم قطب تجاري.
2//لم يختلف مستوى تجهيز منازله عن بقية النوى الأخرى (مثلا لم تتجاوز نسبة الربط بالماء والكهرباء به على التوالي 23.5- 52.8).
3//نسبة أمية عالية تصل إلى 35.37.
4//كثافات سكانية عالية من أصول متنوعة.
ب/حي مسكينة:مركز إنزكان التجاري والخدماتي.
- ظهر حي مسكينة منذ منتصف الثلاثينيات بالجزء الشمالي للنواة الأصلية (أسايس)، حيث مقر قائد قبائل مسكينة وكسيمة وإداوتنان.والأصل فيه هو التجزئة التي أنجزها الحاكم الفرنسي بالمدينة أولوا oulwa. وكان يتكون من مجالين متقابلين: شق غربي سكني تجاري – وجزء شرقي حيث السوق المركزي ذو الطابع المغربي. ويتوسطها مسجد وساحة صغيرة. ويتميز هذا الحي بتصميمه البسيط ،حيث يتكون من ثلاثة محاور متوازية تتعامد عليها من الشمال نحو الجنوب طرقات متسعة في الوسط وضيقة في الجوانب، وفي بناء المنازل روعيت الخصوصية المحلية حيث الأبواب والنوافذ مقوسة، ومتناغمة مع الطابع المعماري الذي بنية به محلات السوق المركزي.
وحل هذا المجال غداة الزلزال محل أكادير على عدة مستويات:
1//اعتباره مركز لقيادة عمليات الإعمار.
2//تركز التجهيزات الإدارية فيه أهله لتبؤ مركز عاصمة الإقليم.
3//عوض حي تالبورجت على المستوى التجاري.
4//استقطب خدمات إصلاح وتجارة وسائل النقل.
- وإبتداءا من سنة 1969 وصلت هذه النواة وإنزكان بصفة عامة درجة التشبع. فجميع الفراغات تم بناءها وتمدد البناء على أطرافها في اتجاه الجرف و تاراست،وخلال السبعينات ستحدث الدولة حيا مدرسيا غرب هذه النواة وتجزئة جديدة شمالها (تاغزوت).إلى جانب الحي الإداري وسوق الجملة الجديد وسوق الثلاثاء. وستعرف مساكنها تغيرات إذ سيتحول بعضها إلى عمارات وقساريات. وبذلك ستصبح مسكينة تمثل داخل مدار إنزكان-دشيرة مركز المدينة التجاري و الإداري(قصر البلدية و البريد و مقر العمالة والمحكمة الابتدائية و المركب الثقافي).
ب/حي مسكينة:مركز إنزكان التجاري والخدماتي.
- ظهر حي مسكينة منذ منتصف الثلاثينيات بالجزء الشمالي للنواة الأصلية (أسايس)، حيث مقر قائد قبائل مسكينة وكسيمة وإداوتنان.والأصل فيه هو التجزئة التي أنجزها الحاكم الفرنسي بالمدينة أولوا oulwa. وكان يتكون من مجالين متقابلين: شق غربي سكني تجاري – وجزء شرقي حيث السوق المركزي ذو الطابع المغربي. ويتوسطها مسجد وساحة صغيرة. ويتميز هذا الحي بتصميمه البسيط ،حيث يتكون من ثلاثة محاور متوازية تتعامد عليها من الشمال نحو الجنوب طرقات متسعة في الوسط وضيقة في الجوانب، وفي بناء المنازل روعيت الخصوصية المحلية حيث الأبواب والنوافذ مقوسة، ومتناغمة مع الطابع المعماري الذي بنية به محلات السوق المركزي.
وحل هذا المجال غداة الزلزال محل أكادير على عدة مستويات:
1//اعتباره مركز لقيادة عمليات الإعمار.
2//تركز التجهيزات الإدارية فيه أهله لتبؤ مركز عاصمة الإقليم.
3//عوض حي تالبورجت على المستوى التجاري.
4//استقطب خدمات إصلاح وتجارة وسائل النقل.
- وإبتداءا من سنة 1969 وصلت هذه النواة وإنزكان بصفة عامة درجة التشبع. فجميع الفراغات تم بناءها وتمدد البناء على أطرافها في اتجاه الجرف و تاراست،وخلال السبعينات ستحدث الدولة حيا مدرسيا غرب هذه النواة وتجزئة جديدة شمالها (تاغزوت).إلى جانب الحي الإداري وسوق الجملة الجديد وسوق الثلاثاء. وستعرف مساكنها تغيرات إذ سيتحول بعضها إلى عمارات وقساريات. وبذلك ستصبح مسكينة تمثل داخل مدار إنزكان-دشيرة مركز المدينة التجاري و الإداري(قصر البلدية و البريد و مقر العمالة والمحكمة الابتدائية و المركب الثقافي).
ج/حي مولاي رشيد للفيلات.
- إستحدتث هذه التجزئة بإنزكان عند نهاية السبعينات عند مدخل المدينة من ناحية أكادير. من طرف أحد المجزئين اليهود. وكانت موجهة لفئة اجتماعية عليا. ومعظم ساكنيها من المزدادين بإنزكان (36.16) لاكته يأوي بعض الأسر المنحدرة من مراكش وتارودانت وتافراوت وشتوكة. بنسب مختلفة (ص146). ومعظم نشيطيه يتكونون من التجار والمقاولين والحرفيين والفلاحين الكبار ومزاولي المهن الحرة والأطر العليا للوظيفة العمومية.
4/إنزكان قطب التجارة بسوس.
4-1/القوة الداخلية للمدينة.
- إن وظيفة إنزكان الأساسية هي الوظيفة التجارية. لذلك فقوة هذه المدينة الاقتصادية تتلخص في مختلف الأنشطة التجارية والخدماتية التي تتضمنها. وما ينتج عن هذه الأنشطة من إشعاع محلي وجهوي ووطني بل ودولي أحيانا. وتكمن قوة المدينة الداخلية في تضخم أعداد التجار الممارسين بها و تنوع وكثرة المعروضات التي تقدمها المحلات المختلفة بالمدينة.
أ/مقاربة كمية أو الأهمية العددية للتجارة بإنزكان.
- تظل الإحصائيات من أفضل الأدوات لمقاربة القوة التجارية للمدينة، ففي سنة 2003 وصل عدد المحلات التجارية بإنزكان إلى أزيد من 4200 محل. وبذلك يكون عدد السكان لكل محل هو 8.6. ومقارنة مع بعض المدن المغربية المماثلة لإنزكان من حيث عدد السكان فالنسبة تصل إلى 32.4. لاكن التساؤل هو عن سبب وجود هذا العدد الهائل من المحلات و أسباب استمرارها ؟
- يمكن الإجابة عن هذا التساؤل في عبارة واحدة وهي تعذر استقرارها بمدينة أكادير. وبالتوسع في هذا الطرح يمكن القول بأن الموقع الجغرافي لعب دورا مهما في استقرارها. وتتأكد هذه الأفكار أكثر إذا علمنا أن هذا التجهيز التجاري للمدينة يمتاز بالتنوع.
ب/مقاربة نوعية.
- تحتضن إنزكان ما يناهز 180 نوعا تجاريا وخدماتيا. يمكن تصنيفها إلى ثمانية أصناف كبرى وهي:
*المواد الغذائية: وتأتي في مقدمة هذه الأنواع التجارية، فالمواد الرئيسية التي تضخم قطاع المواد الغذائية هي البقالة -الجزارة ثم الخضر و الفواكه الطرية.
*الألبسة: وتأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد المحلات وأيضا من الناحية النوعية.
*الخدمات الفردية: تأتي في المرتبة الثالثة. ويتعلق الأمر بالتطبيب و المحاماة أي المهن الحرة.
*قطاع التجهيز: ويأتي في المرتبة الرابعة من حيث عدد المحلات. وتحتل منتجات التجهيز المنزلي المرتبة الأولى في قطاع التجهيز حيث تزيد نسبتها عن ثلث مجموع محلات التجهيز.
- أما فيما يخص القطاعات المتبقية (مواد الصيانة البشرية- أدوات ووسائل النقل- منتجات البادية- الإصلاح)، فهي لا تمثل سوى 18.4 من مجموع المحلات التجارية و الخدماتية بإنزكان.
ج/إنزكان مدينة التجارة بالجملة بامتياز.
- تعتبر تجارة الجملة أهم عنصر اقتصادي، سواء من حيث مبالغ الأموال التي تروجها تلك التجارة أو المنتجات التي تعرضها، وبقدر ما يكون عدد تجار الجملة كبيرا بقدر ما تكبر قوة المدينة. لاكن قبل الاسترسال في الحديث عن هذا الموضوع لابد من الوقوف على معضلة مفاهمية لم يتوفق الباحثون في فك رموزها. ويتعلق الأمر بمفهوم "تاجر الجملة" من هو؟ و ما الفرق بينه وبين "تاجر نصف الجملة"؟
- يعتبر تاجرا بالجملة كل من يبيع سلعة أو سلع مختلفة بكميات كبيرة لتجار التقسيط. وأن يؤدي الضريبة المهنية وأن يصرح بمجموع مبيعاته.
- أما تاجر نصف الجملة فيمكن تلخيص التعاريف الكثيرة التي أعطيت له بكونه هو كل تاجر لا يبيع بالجملة ولا يبيع بالتقسيط .
- إن عدم ضبط هذه المفاهيم يؤدي إلى اختلاف كبير في الأرقام بين الباحثين. حيث أن التجار الذين يعتبرون رسميا تجار جملة يبيعون مع ذلك بالتقسيط ، وآخرون لا يعتبرون أنفسهم تجار جملة رغم ضخامة مجموع مبيعاتهم مما يؤدي إلى تأويلات مختلفة قد تنعكس سلبا على الأهداف التي ترمي إليها الدراسة الجغرافية.
- فحسب مجموعة من المصادر الإدارية و الأكاديمية وبعض الإحصاءات فإن عدد تجار الجملة ونصف الجملة بمدينة إنزكان يتراوح بين 450و500 تاجر جملة (مثلا سنة 1991 بلغ العدد 459 تاجر جملة).مما يعني على الأقل من الناحية النظرية أن كل تاجر جملة يمون ثمانية إلى تسعة تجار التقسيط ، وهذا أمر بعيد عن الواقع لكون تاجر الجملة الواحد يمكن أن يزود أكثر من هذا العدد (يصل إلى 20 تاجر). وبالتالي فإن هذه الأرقام تعطينا فكرة أولية عن تضخم قطاع تجارة الجملة بالمدينة، هذا ما يعني أن هؤلاء التجار يزودون مدنا ومراكز أخرى داخل التراب الوطني. وتتضح هذه الفكرة إذا استحضرنا بنية تجارة الجملة بالمدينة من خلال الجدول الآتي:
العنوان: بنية تجارة الجملة بمدينة إنزكان (بالمئة).
القطاع
|
المواد الغذائية
|
الملابس
|
التجهيز
|
منتجات البادية
|
النسبة المئوية
|
11
|
7
|
12
|
70
|
المصدر: إحصائيات عمر آفا و محمد الحاتمي.
- فكما هو واضح انطلاقا من الجدول، فإن منتجات البادية تمثل النصيب الأوفر من هذه التجارة. وتشكل منتجاتها غالبا من تجارة الخضر والفواكه الطرية بنسب تصل إلى 90 بالمئة. وبطبيعة الحال فهذه المنتجات لا تستهلك كلها محليا بل تتعداه. كما تثير تجارة التجهيز الانتباه لأنها لأول مرة تفوق تجارة المواد الغذائية التي تتميز تقليديا بشعبيتها الكبيرة. وهذا لا يفسر بارتفاع مستوى عيش سكان المدينة لأن مجمل مداخيل العائلات فهي متوسطة إلى ضعيفة عموما. أضف إلى ذلك أن كل تاجر جملة يزود سبعة تجار تقسيط. أما فيما يخص القطاعان المتبقيان فلا يمثلان إلا نسبا أقل من سابقيهما وهذا لا يعني ضعفهما الكمي، وإنما يعود ذلك إلى:
*الانتشار المجالي الواسع لتجارة المواد الغذائية في كل المدن و المراكز القريبة من المدينة. لذلك تصل نسبة تجار التقسيط لتجارة الجملة في هذا القطاع إلى 20 بالمئة. وتصل هذه النسبة إلى حوالي 28 بالمئة في قطاع الملابس.
- إذا إنزكان من خلال تجارة الجملة تشكل مركزا تجاريا مهما بالنسبة لمحيطها الجغرافي. فسواء تعلق الأمر بالكم أو النوع فإن المدينة تؤكد صورتها كقطب تجاري رائد.
*الانتشار المجالي الواسع لتجارة المواد الغذائية في كل المدن و المراكز القريبة من المدينة. لذلك تصل نسبة تجار التقسيط لتجارة الجملة في هذا القطاع إلى 20 بالمئة. وتصل هذه النسبة إلى حوالي 28 بالمئة في قطاع الملابس.
- إذا إنزكان من خلال تجارة الجملة تشكل مركزا تجاريا مهما بالنسبة لمحيطها الجغرافي. فسواء تعلق الأمر بالكم أو النوع فإن المدينة تؤكد صورتها كقطب تجاري رائد.
4-2/ القوة الخارجية للمدينة.
- إن التطور الاقتصادي لمجال ما يشكل العامل الرئيسي في الإشعاع ونتيجته في نفس الوقت، وترتبط درجة ذلك الإشعاع بدرجة قوة المدينة. فبقدر ما تكون قوة المدينة كبيرة يكون الإشعاع قويا، والعكس صحيح.
- إذن، فالقوة الداخلية لمدينة إنزكان شكلت عامل جذب لتيارات مختلفة ومتعددة. ومن هنا سنحاول أن نعرض أهم هذه التيارات التي تستقبلها المدينة أو تبعث بها.
أ/التوافد على مدينة إنزكان بحثا عن العمل و المسكن.
- تبين الدراسة أن المدينة تجتذب إليها السكان لسببين أساسيين وهما:
*فرص الشغل التي توفرها.
*وأيضا لأنها مدينة شعبية.
- لذلك يتوافد عليها السكان من مختلف مناطق البلاد خاصة المناطق الريفية.
ب/ إنزكان قبلة الوافدين في الزمان.
- يرجع تاريخ أول الوافدين على هذه المدينة إلى أواسط الأربعينيات من القرن الماضي. لاكن عدد الوافدين في فترة الأربعينيات كان محدودا جدا إلى غاية منتصف الستينات حيث شهد ارتفاعا كبيرا بين 1960و1971،بحيث بلغ النمو السكاني بأكادير وضمنها إنزكان بسبب الهجرة 226 بالمئة. وهي من أكبر النسب أنذاك. حيث وصل عدد الوافدين على إنزكان 18700 شخص في السنة طيلة مدة المخطط. وإذا إتبعنا تيار هذا التوافد فنستهله منذ سنة 1960 (زلزال أكادير) إلى حدود سنتي 1976-1977 حيث سيعرف انحباسا بحيث تحول تيار الوافدين إلى المدن الجنوبية عقب استرجاع الأقاليم الصحراوية 1975، لاكن سرعان ما استرجعت إنزكان هذا التيار بدءا من سنة 1978. والمعروف أن هذا التوافد مازال مستمرا رغم التذبذب من حين لآخر.
- لاكن و بالرجوع إلى حوافز وأسباب هذا التوافد نتوقف عند محطة مهمة وهي القطاع السقوي بالتحديد لمنطقة بلفاع الذي بدأ يعطي ثماره (الخضر أساسا) منذ سنة 1975. وأيضا تطور قطاع الخضر والفواكه في سهل سوس وأشتوكن. فأصبحت منتجات هذه المناطق تأخذ طريقها إلى أسواق إنزكان أو الأسواق الوطنية عبر سوق الجملة بإنزكان. فهذه التطورات الاقتصادية إذن هي حافز آخر للتوافد.
ج/ وافدون من أصل ريفي.
- يتميز كل الوافدين على مدينة إنزكان بخاصية بأنهم من أصل ريفي، بحوالي 86 بالمئة من مجموع الوافدين. أما الباقون فهم من المدن. لاكن مسألة الوافدين من المدن فيها نقاش مستفيض بحيث أن هؤلاء الشباب يتنكرون لأصلهم البدوي ويذكرون أقرب مدينة لمنطقة نزوحهم. وتبين هذا من خلال التحريات الميدانية للكاتبين عمر آفا و محمد الحاتمي، حيث أن الكثير من الشباب يصرحون أنهم من مدينة كذا بينما آباءهم يذكرون اسم المنطقة والمدينة التي تنتمي إليها. ومن هنا نقول أن غالبية الوافدين من أصل ريفي إن لم نقل كلهم. ووردت في تصريحات هؤلاء الوافدين حسب الأهمية المدن التالية: الصويرة 39 بالمئة، الجديدة 20 بالمئة، عبدة 13 بالمئة، خريبكة 4 بالمئة.
- أما أماكن التوافد فرغم تعددها إلا أنها تتركز في المناطق الثلاث التالية: الشياظمة – دكالة – عبدة. ونربط هذا بمنطق واحد وهو أن كلما كانت المنطقة قريبة من سوس زاد عدد الوافدين منها.
- أما على الصعيد الجهوي فإن أماكن النزوح متعددة: الأطلس – الصغير والأوسط والجنوبي من أيت باها إلى لاخصاص مرورا بإغرم وتافراوت وأنزي بحوالي 56 بالمئة من مجموع الوافدين على الصعيد الجهوي، وأشتوكن ب21 بالمئة، والأطلس الكبير الغربي بحوالي 19 بالمئة.
- إذن فصيت إنزكان يتجاوز سوس ليشمل المناطق الريفية المتعددة والمتباعدة. ولم يكن لهذا الصيت أن يكون كذلك لو لم تكن للمدينة قوة استقطاب داخلية مهمة ومتميزة.
4-3/ إشعاع قوي وفي تطور مستمر.
- إذا فالتوافد أو النزوح السكاني أعطانا فكرة أولية عن مكانة إنزكان على الصعيدين الجهوي والوطني. فالمنتجات التي تروجها المدينة وما ينتج عنها من حركية تؤكد هذه الفكرة. فالمدينة تستقبل منتجات شتى من مختلف الأنحاء وتعيد توزيعها في اتجاهات مختلفة. وهذا ما ينتج حركية مرور كثيفة مما يجعل منها منارة يهتدي بها الاقتصاد الجهوي والوطني.
أ/ تسويق الخضر و الفواكه.
- يتم هذا التسويق بواسطة سوق الجملة للخضر والفواكه. ويحتل هذا السوق مساحة تقدر ب6 هكتارات، ويضم أزيد من 370 محلا تجاريا، ويتاجر به كل يوم ما معدله 650 تاجرا وفلاحا ووسيطا، ويشهد مرور ما بين 400 إلى 600 طن من الخضر والفواكه يوميا. حيث تمثل الخضر داخل هذه الكميات 70 بالمئة. ومع ذلك فهذا السوق يفتقر إلى تنظيم جيد وإلى تهيئة لائقة. ومهما يكن من أمر فهذا السوق يضفي على مدينة إنزكان صبغتها الوطنية ويؤكد مركزها الجهوي.
ب/ استقبال منتجات جهوية ووطنية.
- تصل نسبة المنتجات الجهوية في هذا السوق إلى حوالي 60 بالمئة كمعدل سنوي. إلا أن هذه النسبة تبدأ في الارتفاع إبتداءا من شهر دجنبر إلى أن تصل إلى 80 بالمئة في شهري يناير و فبراير.
- بينما تتعدى المنتجات الآتية من خارج سوس 67 بالمئة خلال فصل الصيف، وتأتي هذه المنتجات الخارجية من قطاعات سقوية مختلفة من شمال البلاد ومن وسطه الشمالي من جهة، ومن أسواق الجملة بالدارالبيضاء والرباط من جهة ثانية.
- فنأخذ مثال حوز مراكش الذي يساهم بخضر متنوعة (البصل-البطاطس)، ثم منطقة تادلة (بالبصل) و أحيانا
(الجزر)، وتساهم هاتان المنطقتان بحوالي 51 بالمئة من هذه المنتجات.
- كما يساهم سوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء ومنطقة سايس بمنتجات متنوعة فسوق الدارالبيضاء يساهم بالجزر والبطيخ الأصفر، وأما سايس فيساهم بالبصل.
- أما المنتجات الجهوية الغالبة كما ونوعا، فهي تأتي إجمالا من كل من هوارة و أشتوكن(أيت عميرة – بلفاع – بيوكرى).
- أما من حيث نسب المساهمة فتأتي بلفاع وأيت عميرة في المرتبة الأولى ب30 بالمئة من الكميات الآتية جهويا التي تتضمن بالخصوص الطماطم وأيضا الجزر- البطاطس – الموز. وتتبعها هوارة ب28 بالمئة بكل أنواع الخضر والحوامض، وأخيرا بيوكرى ب18 بالمئة بأنواع متعددة من الخضر والفواكه الطرية.
ج/ يتم التوزيع على مجموع التراب الوطني.
- يمكن القول بأن هذا السوق يزود حاليا كل المناطق الشمالية من البلاد بالمنتجات الجهوية. كما يزود كل المناطق الجنوبية بالمنتجات التي يستقبلها من المناطق الشمالية وبالمنتجات الجهوية. وهكذا إذن لعب هذا السوق دور التوزيع على الصعيد الوطني حيث يتقاطع به تياران للتوزيع. فمن جهة تتشعب فيه المنتجات الجهوية نحو شمال المغرب و جنوبه. ومن جهة أخرى تحط به منتجات الشمال قبل أن تصرف في أسواق سوس المختلفة وفي كل المناطق الجنوبية.
- وربما يكون من المفيد دراسة تسويق منتجات أخرى من طرف مدينة إنزكان لاسيما قطاع الماشية الذي يلعب فيه السوق الأسبوعي دورا بالغ الأهمية. أو قطاع الحبوب التي يتم تسويقها عبر الرحبة المخصصة لهذا الغرض داخل المدينة. وهذه المنتجات تبين وتؤكد من جديد أن المدينة هي القطب التجاري والممر الضروري لكل التيارات التجارية القادمة إلى سوس أو المنبعثة منه.
- فلا يجادل أحد إذا قلنا أن تطور النقل من بين العوامل المساعدة على التطور الاقتصادي. وهذا ما سيحيلنا على دراسة مظهر آخر من مظاهر القوة الخارجية للمدينة.
4-4/ إنزكان محطة وسط المغرب.
أ/ إنزكان ملتقى طرق وطنية وجهوية.
- تنتظم حركة المرور حول إنزكان في محورين أساسيين:
*الأول: محور شمال- جنوب: يتمثل في الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين أكادير والحسيمة عبر مراكش وفاس، والطريق رقم 1 الرابطة بين طنجة و الكويرة عبر مجموعة من المدن الساحلية.
*الثاني: محور غرب- شرق: يتمثل في الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أكادير ومدينة بوعرفة في شرق البلاد، عبر ورزازات و الراشدية.
- لقد ظل هذان المحوران يطبعان حياة النقل والمواصلات في مجموع المجال السوسي لمدة طويلة، ونظرا لكونهما يستجيبان لمتطلبات وطنية أكثر مما يلبيان متطلبات جهوية، فإنهما لم يؤثرا في دينامية سوس عموما وخصوصا مدينة إنزكان.
- إذا مدينة إنزكان توجد في وضعية طرقية مميزة، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها شبيهة بوضعية المدن الكبرى اقتصاديا ومجاليا. لاكن مدينة إنزكان صغيرة مجاليا وقوية اقتصاديا.
ب/ حركة مرور ضخمة.
- إن الملاحظ في حالة حركة المرور حول مدينة إنزكان هو أن المدينة غارقة في سيل عارم من كل أنواع العربات المعروفة (سيارات خصوصية- شاحنات- عربات النقل الجماعي من سيارات وحافلات سواء تعلق الأمر بالنقل الحضري أو الجهوي أو الوطني أو الدولي).
- فبدراستنا للمحور الرابط بين أكادير وإنزكان يمكننا معرفة حجم حركة المرور حول مدينة إنزكان، حيث يشهد هذا المحور لوحده مرور ما يزيد عن 30000 عربة يوميا ذهابا وإيابا. ويزداد الأمر كبرا إذا علمنا أن أهم أوقات المرور هي ما بين الساعة السادسة صباحا إلى حدود العاشرة ليلا، هذا يعني أن معدل حركة المرور في كل ساعة هي حوالي 1900 عربة تقريبا. ومن المعلوم أن هذا المعدل يزداد في أوقات السير الأشد كثافة (8 صباحا – 12 زوالا / و 2 بعد الظهر – 6 مساءا)، وهنا تتعلق حركة المرور بالتراقص اليومي بين أكادير وإنزكان ولا تساهم فيها حركة المرور الوطنية ، نظرا لوجود محور طرقي آخر هو محور أكادير- أيت ملول عبر تيكوين. ويقوم هذا المحور بتحويل حركة السير الوطنية بحيث يشهد بدوره مرور حوالي 14 ألف عربة في اليوم الواحد.
ج/ أعداد ضخمة من المسافرين في كل الاتجاهات.
- تمر عبر مدينة إنزكان في كل سنة أعداد هائلة من الوافدين والعابرين والمتراقصين يوميا في جميع الاتجاهات
وتساهم في ذلك وسائل نقل مختلفة وكثيرة.
*فعلى الصعيد الجهوي: ترتبط المدينة مباشرة بكل قرى ومدن سوس بوسائل نقل متنوعة. فبغض الطرف عن السيارات الخاصة التي تساهم فقط في الرفع من حدة المرور ولا تساهم في نقل الأشخاص. فإن وسائل النقل الجماعي - سيارات الأجرة - وحافلات النقل الحضري - تنقل كل يوم أعداد ضخمة من المسافرين من وإلى مدينة إنزكان. وتشكل حافلات النقل الحضري أهم وسيلة لنقل الأشخاص حيث تساهم في نقل أزيد من 13 مليون شخص سنويا.
- فإذا كانت حافلات النقل الحضري تربط المدينة بالمراكز القريبة منها فقط فإن سيارات الأجرة بأعدادها المتزايدة كل سنة تربط مدنا ومراكز أبعد بكثير من مدينة الداخلة جنوبا إلى مدينة مراكش شمالا.فأكثر من 350 سيارة أجرة تقوم يوميا بأكثر من 3000 رحلة ذهابا وإيابا إلى تلك المدن، وتنقل سنويا حوالي 4 ملايين ونصف من المسافرين.
*أما على الصعيد الوطني: فتعتبر المدينة صلة وصل بين شمال المغرب وجنوبه. فهي ترتبط بكل المدن المغربية وإن كان ذلك بدرجات مختلفة بواسطة 135 حافلة تملكها حوالي 48 شركة نقل، وحوالي ثلثي هذا العدد هو الذي ينطلق فعليا من المدينة والباقي يعبر المدينة ذهابا وإيابا.
- وحسب بعض الإحصاءات فإن الحافلات المذكورة تنقل سنويا حوالي 1.5 مليون مسافر غالبا نحو المدن الساحلية من القنيطرة شمالا إلى طنطان جنوبا. ونحو بعض المدن الداخلية (فاس- مراكش- بني ملال ...). لاكن الاتجاهات التي تسجل عددا مهما من المسافرين هي مدينة الدارالبيضاء بأكثر من ربع المسافرين وتليها مراكش ب 18 بالمئة ثم الصويرة وآسفي ب 16 بالمئة، وزاكورة ب 10 بالمئة، ثم الرباط-القنيطرة ب9 بالمئة، والباقي يتوزع على اتجاه كلميم طانطان ... .
*وعلى صعيد آخر: فإن المدينة ترتبط بالقارة الأوروبية بواسطة حوالي 15 شركة نقل، وحوالي نفس العدد من الحافلات. ورغم أنها تعبر فقط مدينة إنزكان، فمع ذلك فإنها تملك بها شبابيك ولا تحمل إلا عددا ضعيفا من المسافرين سنويا (15 ألف)، فرغم ذلك فإنها تساهم في الإشعاع الخارجي للمدينة.
- مجمل القول أن المحطة الطرقية لإنزكان تشهد مرور أزيد من 22 مليون شخص في السنة (ما يناهز ثلثي سكان المغرب حسب إحصاء 2004)، أي أن 60 ألف شخص يمر بهذه المحطة.
- وإذا نظرنا من زاوية النقل والمواصلات، فتتأكد مرة أخرى تلك القوة الخارجية لمدينة إنزكان. فعلى هذا المستوى فهي تفرض نفسها محليا وجهويا ووطنيا بل وحتى دوليا. فإذا كان هذا الإشعاع نتيجة منطقية للقوة الداخلية للمدينة فإنه الآن يلعب دورا أساسيا في تقوية قدرة هذا القطب التجاري على الاستقطاب. لاكن هذا الأخير ينعكس على المجال الجغرافي للمدينة. وأكبر مشكل ناتج عن قوة المدينة وقدرتها على الاستقطاب يتمثل في حركة المرور سواء داخل أو على هوامش المدينة، ونتج هذا عن صغر مساحة المدينة، وعن عدم قابليتها للتوسع لانعدام احتياطي مجالي، نظرا لموقع المدينة. كما أن الاستقرار المتزايد للمتاجر(بإنشاء قيساريات جديدة) والتوافد المستمر على المدينة لا يبشران بحل قريب.
الطالب الباحث : محمد أمين بلقدور
المصدر
0 commentaires:
إرسال تعليق