ماسة قبيل وبعد الفتح الإسلامي حتى نهاية الدولة المرابطية لقد اقترن اسم ماسة بالفتوحات الإسلامية خاصة عقبة بن نافع الفهري والذي تشير المصادر إلى أنه وصل إلى سوس حيث قال ابن عداري، في هذا الصدد ما يلي :(وغزواته أيضا للسوس الأقصى فاجتمع به البربر في أمم لا تحصى ولا تكاثر بالحصى فقاتلهم قتالا ما سمع أهل المغرب بمثله حتى هزمهم...)، استعاد عقبة مأموريته سنة 62 هـ وكان دخوله في أول الأمر من البحر وهنا يمكن طرح تساؤل وهو أي بحر يقصد المتوسط أم الأطلسي، بعض الإخباريين يعللون ذلك بأن عقبة وصل إلى ماسة حيث قال قولته المشهورة (…وصار حتى بلغ البحر ، فدخل فيه حتى بلغ الماء بطن فرسه ثم رفع يديه إلى السماء وقال … يا رب لولا أن البحر منعني لمضيت في البلاد إلى مسلك ذي القرننين مدافعا عن دينك مقاتلا من كفر بك….). إنطلاقا من هذه النصوص يمكن أن نستشف بأن عقبة حقق انتصارا في سوس كما واجه مقاومة مسلحة من طرف أهالي المنطقة، لكن سرعان ما أدعنوا له بالطاعة ولا يمكن أن نجهل ما كانت عليه الأوضاع بشمال غرب أفريقيا إبان الفتوحات الإسلامية وفي رواية للناصري :( سئل عقبة حول الأوضاع العامة في بلاد السوس :"...فقال عقبة: و أين كفار البربر؟ فقال ببلاد السوس وهم أهل نجدة وباس، وقال عقبة وما دينهم؟ قال: ليس لهم دين ولا يعرفون أن الله حق ... و كانوا على دين المجوسية يومئذ فتوجه عقبة نحوهم ... ثم عطف على ساحل المحيط الغربي فانتهى إلى بلاد أسفي وأدخل قوائم فرسه في البحر...") هذا النص يجيب على السؤال المطروح، أن عقبة وصل إلى ساحل البحر المحيط الغربي حتى وصل إلى أسفي وإذا كان هناك تضارب في الروايات، هل بالطبع وصل عقبة إلى ساحل ماسة أم لم يتعد ساحل أسفي؟ هناك رواية أخرى يمكن ترجيحها لصاحب البيان الغرب ويقول: (... قال أبو علي ثم صار عقبة من ايجلي حتى وصل ماسة فادخل فرسه في البحر حتى وصل الماء تلابيبه، وقال "السلام عليكم يا أولياء الله " فقال له أصحابه على من تسلم ؟ قال: على قوم يونس ثم قال اللهم انك تعلم أنى لم اطلب إلا ما طلب عبدك ووليك ذو القرنين ألا يعبدوا في الأرض غيرك...) هذا النص يزيل كل الالتباس في وصول عقبة إلى ساحل ماسة و بالضبط قرب رباط ماسة على ساحل البحر، أما ذكر قوم يونس فالشائع في رباط ماسة أنه ابتلعه الحوت بل اكثر من ذلك فهناك منطقة قرب البحر تدعى ب" حجر يونس ". أما رباط ماسة فقد اشتهر منذ الفتح الإسلامي وقد يكون محل مسجد عقبة الفاتح الأول في عهد الإسلام عام 62 هـ كما يدعي المختار السوسي. وبهذا تبقى ماسة مركزا إسلاميا معروفا منذ ذلك العهد، كما وصل إليها أحد عمال" عبيد الله " ابن الحبحاب حيث يقول ابن عذارى ما نصه "… وبعث حبيب بن أبى عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري غازيا إلى السوس الأقصى فبلغ ارض السودان ولم يقابله أحد إلا ظهر عليه ولم يدع بالمغرب قبيلة إلا ودخلها و أصاب من السبي أمرا عظيما..." لقد شاهد مغرب القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي قفزة في تاريخه وتبوء مركز الصدارة بين أقطار الغرب الإسلامي باتجاه الوحدة، كما وجدت هذه الحركة الوحدوية لقاحها في الدولة المرابطية التي اعتمدت على ثلاثة أسس وهي لمثونة كعصبية والمذهب المالكي كأساس إيديولوجي وعبد الله بن ياسين كزعيم وقائد. إذا كان المغرب منقسما إلى عدة إمارات وتيارات مذهبية يستعصي جمع شملها، أمثال البورغواطيين في منطقة تامسنة والشيعة الرافضة في الجنوب بتارودانت فان الحركة المرابطية استطاعت القضاء أو على الأقل التقليص من شوكة هذه التيارات، وبدأت تظهر بعض الإرهاصات الأولية للمذهب المالكي حيث تمكن أحد الدعاة وجاج بن زلو اللمطي من أهل سوس من تكوين رباط لتعليم مبادئ الشريعة الإسلامية والتشبع بالمذهب المالكي، لهذا استطاعت أن تظهر إمارة مالكية المذهب بسوس هدفها الأساسي هو السيطرة على الطرق التجارية الرئيسية خصوصا منها الطريق الساحلية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما موقف ماسة من هذه الدعوة الفتية؟ إن المذهب الشيعي منتشر في السوس كما سبق الذكر إلى ذلك إلى جانب المذهب المالكي الجديد هذا الأخير استطاع القضاء على معارضيه التيار الرافضي حيث كان الأمير اللمتوني أبو بكر بن عمر الزعيم الأول للحركة المرابطية والذي جعل بن عمه يوسف بن تاشفين في مقدمة الجيش الذي توجه إلى سوس وغزا بلاد جزولة وفتح مدينة ماسة ومدينة رودانة وجمع بلاد السوس كما أشار المختار السوسي إلى أن المرابطين فتحوا ماسة أثناء استمرارهم في عملية الجهاد، ولا يزال إلى حد الآن برج يقال له برج اللمتوني بتاسنولت. الذي يعد أحد القصبات للدولة المرابطية وهذا المكان له موقع استراتيجي إذ بني على مرتفع من الأرض ويشرف على سهل شتوكة وعلى وادي ماسة كما يؤكد ذلك المختار السوسي. عموما هذا البرج يعتبر بمثابة حجة اركيولوجية على التواجد المرابطي في ماسة. المصدر http://samir.ouabala.free.fr/tarikh/alfath.html |
الخميس، 6 أغسطس 2015
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 commentaires:
إرسال تعليق