آخر المواضيع
تحميل ...
الخميس، 31 أغسطس 2017

لمحة تاريخية عن منطقة أيغد بتافراوت




لمحة تاريخية عن منطقة أيغد بتافراوت
أمازيغ -يعني الحر النبيل . و بسبب استقلال لغة الأمازيغ أو اختلافها عن لغة الرومان فقد سموهم ب"البربر" التي تعني العجمية .إلا أن العرب قد وظف هدا المصطلح أو هده التسمية لفائدة أغراض أخرى اديولوجية و سياسية ...

عاش الأمازيغ في شمال أفريقيا..... موطنهم الأم ...في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر القديمة إلى جزر الكناري، ومن حدود جنوب البخر المتوسط إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر و مالي. ولم يعرف أي شعب سكن شمال أفريقيا قبل الأمازيغ. مع حلولاسلام في أفريقيا ودخول العرب تم تعريب أقلية نخبوية من الأمازيغ بتبنيها اللغة العربية أو بالأحرى اللهجة العربية اللسان الدارج والمشبع بكلمات من اللغات المحيطة من الامازيغية واللاتينية . أما أمازيغ جزر الكناري فقد تبنوا اللغة الإسبانية غير أن الكثير منهم يعتبرون أنفسهم أمازيغا.

ينتشر الأمازيغ في بلاد تامزغا على شكل تكتلات لغوية / قبلية / أو عائلية بالبوادي وأيضا بجميع الحواضر الكبرى (الدار البيضاء، الجزائر، طنجة، باتنة، تيزي وزو، بجاية، غرداية، البويرة، الناظور، الحسيمة، الرباط ...) ولا تعترف الدول المحتضنة لهم بحقوفهم الثقافية فلا يسمح لهم باستعمال أسمائهم ولا يعترف بلغتهم إلا في الجزائر فالأمازيغية هي لغة وطنية بموجب الدستور، غير أن الأمازيغ أصبحوا أكثر نشاطا من أجل حقوقهم السياسة والثقافية والاقتصادية خاصة أمازيغ القبائل والريف وسوس. أمازيغ الجزائر تتقسم إلى أربعة قبائل. (القبائل الكبرى-الشاوية-بن مزاب-الطوارق.





إنها قرية أيــغــد واحدة من القرى المنتشرة حول الأطلس والتي تعد بالمئات، إنها قرية صغيرة نسبيا تلوح لأول وهلة كعش تحجبه صخرة كبيرة أو كطفل يتخذ حجر أمه مكانا آمنا لرقاده إذ يحتضنها جبل ادرار مقورن من الجهة الشمالية لتعطي وجهها للجنوب وتبقى الجهات امتدادا تكملة لجبال وتلال متفاوتة الارتفاع، هي في تراب عمالة تزنيت التي تبعد عنها ب 121 كلم وتابعة لدائرة تافراوت وليس بعيد عنها نجد ثلاث قري صغيرة تحدها شرقا وجنوبا وغربا وتكون تكملة لمنظر جميل اقرب ما يكون إلى موكب يؤمه الحرس من كل جانب.
وبالقرب من هذه القرية شرقا نجد جبل امزلوا الذي تم العثور فيه على رسومات للإنسان القديم وتمثل صور الحيوانات التي كانت تجوب المنطقة أنداك (الصور) هذه الرسومات ما هي إلا امتداد لعدة رسومات منتشرة على طول الجبال المتاخمة للصحراء وقد ذكرتها عدة كتب وتمثل التواجد البشري بالمنطقة كما سبق الذكر.

تعددت الروايات حول قصة وجود القرية وأصل تسميتها، ولو أمعنا النظر في مختلف القصص حول أيغد لوجدنا أنها تختلف من حيث الجوهر لتباين الروايات حول تاريخ ووجود القرية لكنها تلتقي في المضمون لما نراه أمامنا من أطلال تبرهن عن التواجد البشري حول أيغد، هذا يقدم تفسيرا لرواية النزوح من الجبل نحو بطن الوادي للاستقرار واتخاذ بيوت في المرتفعات للنزوح اليها صيفا وأثناء المواسم الفلاحية .
يقع أيغد في الإحداثيات 29° 38' 60 شمالا و 08° 58' 0 شرقا على ارتفاع 1384 متر عن سطح البحر، وهذا العلو يكسبه مناخا معتدلا طول السنة، ويبلغ عدد السكان المجاورين علىمحيط 7 كيلومتر 5870 نسمة.

أيغد و روايات حوله

رواية - تفاسكا -
تنقسم قرية أيـغـد إلى خمسة أقسام وهي التقسيم الذي يعتمد عليه في كل شيء داخل القرية وهذه الأقسام يطلق عليها عرفا (افاسن) أي الأيادي بالامازيغية، الا أن هذه القسمة لم تكن واردة في تاريخ القرية القديم إذ نجد أن السكان الأصلين لايغد حسب الرواية الأولى هم حاليا أهل تــوضـو ( قرية توجد قرب تمكتشت) الذين رحلوا من المنطقة لأسباب لم يتم التأكد التام منها رغم تواجد روايات اقرب إلى الأسطورة منها إلى الواقع، أما السكان الحاليون فما تزال أنقاض منازلهم شاهدة على المكان الذين كانوا يعيشون فيه قبل رحيل ايت توضو إذ انفرد ايت اعز وعلي بالقسم الشمالي مباشرة تحت الجبل بمنطقة تسمى تاكديرت، بينما سكن الجد الأول لايت العرف الجنوب الشرقي بمنطقة تسمى ابر ازن ( تكنيت نتسكورت)، اما ادبولعصافر فكانت منازلهم غير بعيد عن ايت تواضو على ضفتي الوادي ( اسيف ايكران - انظر الرسم)، أما القسم الذي أعطى ايت حماد فقد انحدر من تاكضشت على بعد ألف متر فقط من القرية الحالية أما القسم الخامس فيمثل الشرفاء واكرامن وسوف نتطرق إليه إن شاء الله.

إن الروايات التي بتداولها الناس تحكي عن ايت تواضو الذين استحوذوا على المنطقة الغنية بالمياه والصالحة للزراعة في القرية وكان ادبولعصافر أجراء عندهم في الأرض مما خلق جوا من النقمة نمت مع طول الوقت وأذكاها سوء المعاملة، هذا الجو سرعان ما أجج الحقد في القلوب خاصة بعد تآلف ايت اعز أعل مع ادبلوعصافر واتفاقا على طرد ايت توضو من المنطقة، وهذا ما وقع (حسب الروايات الشفاهية) وتمت مهاجمتهم وهم يصلون العيد في منطقة ما تزال تســـــــــمى

تاغولت نتفسك لقيامهم بمجزرة أرغمت ايت توضوا على الاستسلام والهجرة شمالا نحو تمكتشت، وقد قاموا قبل رحيلهم بحرق المنازل لمنع استفادة الغزاة منها وبقيت المنطقة رمادا تبدوا بيضاء من بعيد وكان كل من مر بها يقول -تمزيرت نيغد- أي بلاد الرماد وكان حسب الرواية يسمى من قبل فوساون، وبقي على هذا الحال برهة من الزمان لم يسكنها احد خوفا من الأشباح التي يزعم الأهالي أنها تلاحق كل من حاول النزوح إليها، ومع مرور الزمان انتقل ادبولعصافر وسكنوا أحسن المواقع بها وكان لهم السواد الأعظم من الأراضي لمعرفتهم بها بحكم عملهم السابق، بعدها جاء ايت اعز أوعل ثم ايت العرف بهذا تم زرع النواة الأولى لقرية ايغد الحالية بالتشكيلة الحالية ولتبدأ الحياة المستقرة لها.

هذه الرواية وما فيها من إثارة لا تقرب إلى الواقع بصلة ولم ترد في أي مخطوط، لان سكان المنطقة على العموم ليسوا بميالين إلى الغزو والقتال ولو كانت هذه الرواية تترجم ولو جزءا من الحقيقة فان سكان توضوا لن يستسلموا وسوف يطالبوا بثأرهم، خاصة بعد أن توفرت لهم القوة والحماية بقربهم وولائهم لتمكتشت القوة السائدة حينها بالمنطقة، كما أن نزوح كل من ايت اعزأوعل والجد الأول لأيت العرف أتى بعد إحساسهم بالأمن بعد أن تحصنوا بالمرتفعات خوفا من النهب والسلب. وتقول الرواية الثانية وهي اقرب إلى الواقع بحكم تجانسها وتجاوبها مع الواقع أن سكان ايغد كانوا يسكنون مرتفع اكادير المطل على واد أيغد وما تزال أطلالهم شاهدة على ذالك وكانت المنطقة كلها خصبة تجري بها العيون المائية ولا يبرحها الاخضرار صيفا ولا شتاء، وقد اشتهرت بزراعة البصل الذي كان مميزا بحجمه وجودته إذ كانت الحقول تسمد بالرماد مما اكسبه اسما اقرب إلى ما كان يسمد به فيقال ( ازليم نيغد) أي بصل الرماد وانقلب الاسم على الألسن إلى أن صار ايــغــد وكان الناس يشتغلون بالفلاحة وتربية الماشية كانت حياتهم بسيطة لا تشوبها النزاعات كما هو الشأن بمنطقة أكنى الواقعة شرقا من ايغد والتي حباها الله من الخيرات ما مكنهم من تبوأ مكانة بين القرى المجاورة وتقول الرواية أن سكانها كانوا يؤدون مستحقات إمام المسجد بالزبيب، وبقايا منازلهم شاهدة على تواجدهم .

كانت الحياة العامة تسير طبيعية يتم فيها التبادل التجاري بين السكان إلى أن زحف عليهم الطاعون ولم يمهل سكان أكنى من الهروب وبقيت منهم امرأة واحدة كانت خارج القرية وهي الوريثة لأملاك أكني الحالية،أما قرية بوومان فهي من السكان الأولون بالمنطقة وهم القلة الباقية من سكان أمزلوا، ولم تسلم قرية ايغد من هذا المرض الفتاك بل قضى على العديد وأرغم قسم من سكانها على الهجرة نحو تمكتشت حيت سكنوا المنطقة التي يطلق عليها حاليا توضو اما الباقون فقد استنجدوا بالمرتفعات إذ سكن ايت اعزوعل تاكديرت مباشرة تحت جبل ادرار مقورن بينما توجهت عائلة إلى ابرازن وأخرى قررت السكن عند مدخل تاكضشت. بقي الحال على ما هو عليه حتى مرت موجة الطاعون ليتمكن الناس من العودة الى مساكنهم بينما فضل ايت توضوا البقاء بقريتهم الجديدة ليبدأ التقسيم الجديد للأرض وتبدأ معه حياة اجتماعية جديدة.

هذه الروايتين تعتبران من المأثور ولا يمكن الأخذ به جزما ويصعب توثيقهما إلا ما تناسب مع الأحداث كتواجد الأطلال وثبوت الهجرة سواء من تاكديرت واغران، كما أن هناك كتابات عبارة عن وثائق ثبوت الملكية لدى ايت توضوا لمواضع عديدة فى قرية أيـغـد وهذا دليل غير قوي على صحة الرواية الثانية. إذن فالاعتماد على الروايتين من الوجهة التاريخية هش لعدم وجود تواريخ تضع الأحداث في قالبها الزمني ولتعطي للحوادث قيمتها التاريخية، كما أننا لم نقم بالبحث عن وثائق تأكد الوقائع المذكورة لاهتمامنا بالحياة الاجتماعية للقرية أكثر من تاريخ تأسيسها.

أما أسلوب المقارنة بوضع الأحداث في قالب تاريخي ضمن المجريات التاريخية لمنطقة تمكيتشت وعلاقتها بالدول المتعاقبة على المغرب ( عهد السعديين مثلا).

رواية الحرفيين
إن أهم الروايات وأقربها إلى الواقع تلك التي تحكي عن سقوط تامدولت ناحية أقا وهروب أهاليها من بطش الحكم السعدي وقد أخد كل اتجاها طلبا للأمن والأمان ، وكانت مدينة تامدلت حاضرة يضرب بها المثل لعظمتها وكثرة سكانها وكانت المحطة الأولى للقوافل قبل التوغل داخل الصحراء متجهة نحو تامبكتو وكان حكام تامدلت مستقلين غير تابعين لأي قوة تظهر بالمنطقة وتعتمد المدينة على الحرف والتجارة في اقتصادها، وعند تدمير المدينة عن آخرها هرب الأهالي نحو الشمال الغربي وقد استقرت عائلتين منهم في أيغد وكانت هذه العائلتين أهل حرف ولا معرفة لهم بالفلاحة، اندمجوا مع السكان بعد أن مارسوا حرفهم كالحدادة وصناعة الفخار. وهناك من يقول أن هناك حرفة ثالثة وهي الصياغة لينفيها آخرون بدعوى أنها حرفة كان يمارسها يهود تامدغرت القريبة جدا من أيغد قرب قرية فوغال ومنهم تعلم بعض الأهالي هذه الحرفة.


وكما نعلم فإن هذه الحرف تتطلب النار فى كل مراحل ممارستها فقد كثرت المواقد وأفران التجفيف وحرق الفخار مما جعل الرماد يتكاثر بالقرية بشكل ملحوظ لدرجة أنها استمدت اسمها منه، إلا أن السؤال المطروح ماذا كانت تسمى القرية قبل قدوم هؤلاء الحرفيين؟
المصدر

0 commentaires:

إرسال تعليق

ابحت عن موضوع